فلسطين أون لاين

بعد زيارة نتنياهو الأخيرة

عبر نافذة "تشاد".. (إسرائيل) تتطلع إلى "ليبيا"

...
غزة/ يحيى اليعقوبي:

لم تكن زيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لدولة تشاد الأحد الماضي عادية، فالمتابع لوضع هذه الدولة يدرك أن للزيارة أبعادًا خطيرة على مستقبل المنطقة والدول العربية فيها، لكون تشاد مجاورة لدول عربية كالسودان وليبيا، فهل ستمهد هذه العلاقات لعلاقات أوسع مع دول إسلامية أخرى في إفريقيا؟

وتعد زيارة نتنياهو إلى تشاد الأولى منذ انقطاع العلاقات بين الجانبين عام 1972، ردًّا على زيارة قام بها الرئيس التشادي إدريس ديبي لدولة الاحتلال في 25 نوفمبر/ تشرين الأول الماضي بعد 46 سنة من انقطاع العلاقات.

وخضعت تشاد في العقود الماضية إلى ضغوط مارستها عدة دول إفريقية إسلامية في اتجاه قطع العلاقات مع (إسرائيل) بعد حربي 1967 و1973 بين دول عربية و(تل أبيب).

تقول الخبيرة في الشؤون الإسرائيلية الإفريقية من القاهرة د. هبة البشبيشي: إن "هناك علاقات إفريقية إسرائيلية لا يمكن انكارها، وواضح أن الاحتلال الإسرائيلي بدأ يتخذ خطوات أوسع في إفريقيا وخاصة في منطقة الغرب والشمال بالقارة السمراء، بدأت بإقامة علاقة قوية مع دولة توغو، وإثيوبيا".

وتشير البشبيشي في حديثها لصحيفة "فلسطين" إلى أن علاقات الحركة الصهيونية مع دولة جنوب إفريقيا قديمة وهي ممتدة من قبل إنشاء الدولة العبرية، في علاقات في مجالات عسكرية واقتصادية.

وبيّنت أن الاحتلال يمضي في مسار محدد ومعين تجاه العلاقات الإفريقية له ردة فعل في الوجود الإسرائيلي على المستوى الدولي، خاصة في ظل التأثير الإفريقي على قرارات الأمم المتحدة، واستطاع الاحتلال استغلال فرصة عدم وجود علاقة عربية مع تشاد من أجل التقرب لهذه الدولة.

نقاط خطيرة

لكن هناك نقاط خطيرة في العلاقة الإسرائيلية مع تشاد، وفق البشبيشي، لكون تشاد تمثل معبرًا رئيسًا للدول الإفريقية، التي لا يوجد فيها حكومة وقيادة مركزية، منبهة إلى أن ليبيا ستكون المستهدف الرئيس من علاقة تشاد و(إسرائيل)، لكون الأخيرة دولة مصنعة وتاجر مهم للسلاح في الشرق الأوسط.

وعبرت عن اعتقادها من أن دولة الاحتلال تعد مخططا لنقل الجماعات المسلحة المعروفة باسم تنظيم الدولة من سوريا إلى ليبيا من خلال تشاد، بعد انتهاء دورها في سوريا.

وحول مواجهة الدول العربية المجاورة لتشاد لهذا التحدي، شددت البشبيشي على ضرورة أن يكون هناك تبادل معلومات بين مصر والدول العربية حول طبيعة تحرك الجماعات المسلحة، لكون مصر ستتولى قيادة الاتحاد الإفريقي خلال عام 2019.

تحييد الموقف

أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة د. باسم رزق، يقول: إن "منطقة شرق إفريقيا وحوض النيل، مهمة للاحتلال الإسرائيلي، ومنها دولة تشاد كونها تقع في وسط القارة السمراء، ومجاورة للسودان وما تشهده العلاقة السودانية الإسرائيلية، ومتاخمة لليبيا التي تشهد صراعات داخلية، وقربها وتأثيرها على مصر".

وأضاف رزق لصحيفة "فلسطين" أن هناك دلالة وأهدافًا تسعى (إسرائيل) من خلالها لبناء علاقات قوية ونشطة بالدول الإفريقية، سعيا لإيجاد فرص اقتصادية وعسكرية، والتأثير على الأمن القومي العربي"، مشيراً إلى أن تطوير العلاقة مع تشاد حلقة من سلسلة حلقات فيأهداف السياسة الخارجية الإسرائيلية في القارة الإفريقية.

لم تكن هذه العلاقة التي يحاول الاحتلال بناءها مع تشاد هي الأولى فقد سبقها بإقامة علاقات متطورة مع إثيوبيا وجنود السودان، وهي استراتيجية متعددة، يرى رزق أن الاحتلال يهدف من خلالها إلى الدخول لسوق مبيعات الأسلحة، وتحييد إفريقيا عن القضية الفلسطينية.

لذا يحاول الاحتلال، كما تابع، فصل الدور العربي عن القرارات الأممية، مبينا أن الاحتلال يعتمد على خلق المصلحة المؤثرة على القرار الإفريقي خاصة العربي.