قضية الإعاقة من القضايا الإنسانية المهمة التي تشغل حيزًا كبيرًا من اهتمام المجتمعات، وتكمن أهميتها في أنها تشكل نسبة مرتفعة من مجموع السكان، إذ إن تقديرات منظمة الصحة العالمية لعام 2015م تشير إلى أن نسبة الأشخاص ذوي الإعاقة تصل إلى 15% من عدد سكان العالم، ما يعني وجود أكثر من مليار شخص من ذوي الإعاقة في العالم.
بلغ عدد الأشخاص ذوي الإعاقة في الضفة الغربية وقطاع غزة في عام 2017م 255224 شخصًا، منهم 139590 ذكور، و115634 إناث.
وبلغ عدد الأشخاص ذوي الإعاقة في الضفة الغربية 127262 شخصًا، منهم 67165 ذكور و60097 إناث، أما في قطاع غزة فبلغ 127962، منهم 72425 ذكور و55537 إناث (النتائج الأولية للتعداد العام للسكان والمساكن والمنشأة 2017 – الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني).
نفذ في قطاع غزة أكثر من مسح ميداني خلال السنوات السابقة بمنهجيات متنوعة، فعلى سبيل المثال عام 2012م نفذ مسح ميداني، حسب تعريف مجموعة واشنطن للإعاقات، وحسب التعريف الضيق بلغ عدد الأشخاص ذوي الإعاقة في قطاع غزة 39877 شخصًا، بنسبة 2.6% من مجمل عدد السكان في قطاع غزة، منهم 21638 ذكور و18239 إناث. أما حسب التعريف الموسع للمجموعة فبلغ عدد الأشخاص ذوي الإعاقة 97097 شخصًا من ذوي الإعاقة بنسبة 6.2 % من إجمالي عدد السكان في قطاع غزة (تعداد الأفراد ذوي الإعاقة في قطاع غزة 2012م- الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني).
حسب رصد جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية والجمعية الوطنية لتأهيل المعوقين بلغ عدد الأشخاص ذوي الإعاقة في محافظات قطاع غزة 43642 شخصًا من ذوي الإعاقة، أي بنسبة 2.4 % من إجمالي سكان قطاع غزة، وهم في أمس الحاجة لخدمات التأهيل لأن غالبيتهم من الفقراء والأشخاص محدودي الدخل، وبحاجة للمساعدة لإعادة تأهيلهم، وتمكينهم وإعادة دمجهم في المجتمع (تقرير إحصائي صادر عن الإغاثة الطبية الجمعية الوطنية ديسمبر 2015م).
أما حسب نظام إدارة بيانات الأشخاص ذوي الإعاقة التابع لوزارة التنمية الاجتماعية ومؤسسات التأهيل في قطاع غزة (والمعلومات حتى تاريخ 27/12/2018م) بلغ عدد الأشخاص ذوي الإعاقة في محافظات غزة 50795 شخصًا من ذوي الإعاقة منهم 28226 ذكور، و22569 إناث، أي ما نسبته 2.5 % من إجمالي السكان في قطاع غزة.
ومحافظة غزة من أعلى النسب في عدد الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث بلغت 29.8% من إجمالي الإعاقات، وتلتها محافظة شمال غزة بنسبة 24.1 %، وتلتها محافظة خان يونس 20.5 %، وتلتها محافظة الوسطى 14.5 %، وأخيرًا محافظة رفح 11 % (نظام إدارة بيانات الأشخاص ذوي الإعاقة).
رغم وجود أعداد كبيرة من الأشخاص ذوي الإعاقة إن مقدمي الخدمات للأشخاص ذوي الإعاقة في قطاع غزة لم يلبوا سوى 10% من الخدمات الأساسية لهم، مع المتغيرات السياسية والحصار المفروض على قطاع غزة، وعدم الانسجام بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وبلغ عدد المؤسسات التي تقدم خدماتها للأشخاص ذوي الإعاقة في قطاع غزة أكثر من (55) مؤسسة موزعة على المحافظات، وتعمل مع مختلف أنواع الإعاقات، وتتركز في مدينة غزة، أما نوعية الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة فقد اشتملت على خدمات التدخل المبكر، وخدمات التوعية القانونية والرشاد، وخدمات التأهيل المجتمعي والنفسي والاجتماعي والمهني والتعليمي، وخدمات العلاج الوظيفي والطبيعي، وتوفير الأجهزة والأدوات المساعدة، والتأثير في السياسات العامة، لكن هذه المؤسسات تمر بأزمة كبيرة في عملها، بسبب الأوضاع السياسية، وقلة التمويل المقدم لها.
رغم الإعاقة الأشخاص ذوو الإعاقة لم يسلموا من الاعتداءات المتكررة على قطاع غزة، التي زادت أعدادهم، في حروب متكررة على القطاع، إضافة إلى الإصابات في مسيرة العودة، فبلغ عدد حالات البتر101 حالة، والعشرات من حالات الشلل.
الأشخاص ذوو الإعاقة جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي، يجب أن يحصلوا على حقوق متكافئة، ليس من منظور شفقة، والعمل على تكافؤ الفرص لهم دون تمييز وتحقيق العدالة الاجتماعية للفئات المهمشة.