كثيرون هم الذين يبكون على المرأة المسلمة، وأكثر منهم هم الذين يتهمون الإسلام بأنه قد ظلم المرأة واستعبدها وسلبها حقوقها، وقد لاقت هذه الأفكار للأسف تأييداً كبيراً بين أبناء المسلمين وخصوصاً المثقفين منهم، وقد ساهم هؤلاء مساهمة فاعلة في ترويج هذه الأفكار ونشرها؛ بل والدفاع عنها وبقوه في غالب الأحيان.
ومن العجيب أن المرأة المسلمة قد كانت أشد المروجين لهذه الأفكار، وكأنها ارتضت أن تقوم بأداء دور الضحية التي قد حرمها الإسلام من كل حقوقها.
ونسي كل هؤلاء أن الإسلام هو دين الله تعالى، ونسوا أن الله تعالى هو العدل المطلق، وأنه عز وجل قد حرم الظلم على نفسه أولاً قبل أن يحرمه على غيره من البشر، حيث جاء في الحديث القدسي: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا"، فيكف إذاً يحرم الله تعالى على نفسه الظلم ثم يظلم المرأة وهو أصدق الصادقين؟!
وللرد على كل هذه التهم التي اتُهم بها الإسلام، لا بد أن نقول إنه ينبغي أن نفرق بين الإسلام نفسه، وبين سلوك وتصرفات المسلمين المخالفة للإسلام، ولا بد أن نتحرى الدقة في الأمر، فمن الذي ظلم المرأة هل هو الإسلام، أم هي منظومة عادات وتقاليد قديمة، وثقافة غريبة عن الإسلام هي التي فعلت ذلك بالمرأة، هذا أمر، والأمر الآخر هو تحري ما يقوله أعداء الإسلام أنفسهم عن الإسلام، هؤلاء الذي روجوا هذه الأفكار المسمومة عن ظلم الإسلام للمرأة، وهؤلاء نرد عليهم بالأرقام التي سجلتها إحصائياتهم هم لا إحصائيات المسلمين، تلك الإحصائيات التي تتحدث عن ظلم المرأة غير المسلمة، الذي بلغ أضعاف أضعاف ظلم المرأة المسلمة.
في إحصائية نشرها موقع "nationalgeographic" (ناشيونال جيوغرفك) بيّن فيها ما يلي:
50% فقط من بلدان العالم هي التي أعطت المرأة حقوقها السياسية، والنصف الأخر من دول العالم قد حرمت المرأة من تلك الحقوق، وبالنظر إلى الدول المسلمة أو العربية، فإننا نجد أنها ليست هي نصف العالم، وعلى فرض أن كل الدول الإسلامية تحرم المرأة من حقوقها السياسية فإن هذا يعني إن الكثيرات من النساء حول العالم محرومات من هذه الحقوق، لكن والحق يقال إن معظم الدول الإسلامية قد منحت المرأة هذه الحقوق، فهي تمارسها في غالب الدول الإسلامية وهذا أمر ليس خافٍ على أحد، فلا توجد دولة إسلامية لا يوجد في برلمانها نساء، وهذه هي أقل الحقوق، إلا النذر اليسير من هذه الدول، وإذا كان الأمر كذلك، فإن هذه الأرقام تبيّن أن عدد النساء غير المسلمات المحرومات من الحقوق السياسية هنّ أكثر من المسلمات.
42% من النساء حول العالم لم يلتحقن بالمدارس الثانوية، غالب هذه النسبة كانت من وسط وغرب إفريقيا، وهذه مناطق بعيدة عن بلاد المسلمين، وهذا يعني أن المرأة المسلمة أوفر حظاً من غيرها في التعليم.
65% من الفتيات الاتي تتراوح أعمارهن ما بين 14 إلى 19 سنة خول العالم قد أصبن بمرض الإيدز، ويرجع الباحثون سبب ذلك إلى اللقاءات الجنسية المبكرة والمحرمة، هذه النسبة إطلاقا ليست كذلك في العالم الإسلامي الذي هو أقل عرضة لهذا المرض؛ بل إن هذا المرض ينتشر في اندول التي تحلل الإباحية، ويعزز هذا الإحصائية التي نشرتها صحيفة الإندبندنت اللندية التي تفيد أن ثلثي المراهقات في بريطانيا يتعرضن للتحرش الجنسي، فإذا كان هذا في بريطانيا ذات المجتمع المحافظ كما هو معروف عنه، فيكف بدول هي أشد تحرراً منها؟
يتبع