بالعادة يطغى على سلوك الرجل الحدة والخشونة صفاتٍ هرمونية ذكورية، لكن المعطيات في العالم الافتراضي تغيرت وتبدلت، حتى باتت تنافسه المرأة في هذه الصفات، حتى أضحى الرجل إنسانًا مهذبًا.
في هذه السطور يقدم كاتب العمود تجربته مع لعبة (ببجي) المنتشرة كالنار في الهشيم بين الشباب الفلسطينيين والعرب والمسلمين، ومن كل الأديان والأجناس.
وإن لم تكن ممن حالفهم الحظ بالتعرف إلى ماهية تلك اللعبة من قرب، والأخطار التي جلبتها على المجتمعات، خصوصًا العربية؛ فإنك ستوجه أصبع الاتهام إلى الرجل، أنه وراء نشر العنف وسلوك الجريمة وتمزيق المجتمع.
ليس ذلك فحسب، بل إن أجهزة الأمن السيادية في بعض الدول وجهت لبعض معتقليها من الذكور تهمًا، أبرزها: استخدام التكنولوجيا في التدريب على الأسلحة، وصناعة قنابل ومتفجرات، وتأسيس تنظيم مسلح، وتهديد نظام الحكم.
لكن الحقيقة أن الرجل والمرأة شريكان في هذه اللعبة، وأحيانًا يكون سلوك المرأة أكثر حدة وقسوة في ميادين الاقتتال الافتراضية.
صاحت فتاة طالبةً النجدة من شقيقتها في المركبة خلال رحلتهما اليومية بين غزة ورفح، لأن حزمة (الإنترنت) نفدت وهي تخوض أم المعارك عبر هاتفها.
وبدلًا من استمرار تلك الفتاة وشقيقتها في خوض المعارك تحدثتا عن تجربتيهما مع اللعبة، إذ ذكرت الشقيقة الكبرى التي تدرس الهندسة أنها تبقى حتى الفجر وهي تخوض المعارك.
وتحدثت شقيقتها التي تدرس التمريض عن الصداقات التي اكتسبتها بفضل تلك اللعبة "الشائقة".
ولعبة (ببجي) تحاكي حروب الشوارع، ولا تعمل دون (إنترنت)، وقد اكتسبت شهرة هائلة بين صفوف الشباب، لكن الحقيقة أن المتمرسات خلف الشاشات وأجهزة الهواتف المحمولة لهن دور بارز في انتشارها.