شن لاجئون الفلسطينيون في منطقة دير بلوط في الشمال السوري، هجومًا لاذعًا على منظمة التحرير الفلسطينية، واتهموها بالتقاعس وعدم المبالاة بحياتهم وإخراجهم من المحنة التي يعيشونها منذ نزوحهم من مساكنهم في المخيمات.
ووجه اللاجئون في بيان لهم خصوا فيه صحيفة "فلسطين"، تساؤلًا لمنظمة التحرير بقولهم لقيادة منظمة التحرير: "هل هؤلاء المهجرّون إلى الشمال السوري من شعبكم؟ هل نعني لكم في حقيقة الأمر شيئا؟".
وتابع البيان خطابه لمنظمة التحرير: "ألا تستحق المعاناة القائمة في دير بلوط ومخيم دير عزاز في الشمال السوري الاهتمام؟ ألستم مؤتمنين على الفلسطينيين؟".
ودعا البيان منظمة التحرير للانحياز لشعبها اللاجئ في سورية، وعدم تبني وجهة نظر النظام السوري بوصفه للاجئين النازحين بأنهم "إرهابيون"، مضيفا: "إننا فلسطينيون مدنيون هجرنا قسرا وخوفا من بطش النظام، وأنتم في المنظمة الآن أمام اختبار حقيقي سيكتبه التاريخ عنكم سلبًا كان أم إيجابًا".
ونزح إلى مخيم دير بلوط في ريف حلب شمال سورية نحو 1600 لاجئ، ومخيم دير عزاز نحو 500 لاجئ، ومخيم عفرين 160 لاجئا، و"الباب" 400 لاجئ، وجميعهم يعيشون ظروفا إنسانية قاسية.
وأظهرت لقطات مصورة التقطها اللاجئون من سكان مخيم "دير بلوط"، مداهمة مياه الأمطار الخيام وتشرد من فيها بفعل الأمطار، وفيض نهر عفرين.
وقال نائب مسؤول المجلس المدني في مخيم اليرموك المهجر لمخيم "دير بلوط، نايف محفوظ، إنّ الأوضاع الإنسانية القاسية التي يعيشها اللاجئون، "فاقت أي تصور"، مشددًا في السياق على تخلي منظمة التحرير عن أداء أي دور لها في مواجهة هذه المأساة.
وأضاف محفوظ لصحيفة "فلسطين": "ما دامت منظمة التحرير تتبجح دائمًا بأنها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني والمسؤولة عن كل الفلسطينيين أينما وجدوا، فأين هي من مأساتنا التي نعيش؟ وأين هي من قهرنا وعذاباتنا".
ولفت إلى أن شدة البرد تجمد أطراف اللاجئين، ولا يجدون في مقابلها وسائل التدفئة التي تحفظ حياتهم، إضافة إلى أن انتشار القوارض، وسوء التغذية، وغمر مياه الأمطار بين الفترة والأخرى الخيام.
ووفقا لمؤسسات حقوقية فإن مخيم دير بلوط الأكثر أعدادا من النازحين الفلسطينيين، يعاني منذ إنشائه من نقص حادٍ في الخدمات الأساسية المتمثلة بالطعام والشراب واللباس والسكن، وأن اللاجئين يقيمون في خيام وفرتها منظمة أفاد التركية، في حين لا يقدم لهم من الجهات الإغاثية سوى اليسير الذي لا يكاد يذكر، مع غياب تام لمسؤولية منظمة التحرير ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" تجاههم".