فلسطين أون لاين

​تطبيع 2018م.. نتنياهو وممثلوه يتربعون في عواصم عربية

...
صورة أرشيفية
غزة/ خضر عبد العال:

في الظروف الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية، وسط دعم لا محدود من الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب للكيان العبري، توج بنقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة في أيار (مايو) 2018م؛ تتسارع خطوات رسمية عربية إلى التطبيع مع كيان الاحتلال، مقابل رفض شعبي وجماهيري واسع.

ولعل أبرز خطوات التطبيع كانت في 26 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، عندما زار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو سلطنة عمان بدعوة من السلطان قابوس بن سعيد، وهي الزيارة الأولى من نوعها لمسؤول إسرائيلي منذ 22 عامًا.

وأما العاصمة الإماراتية أبو ظبي فعزف فيها النشيد الاحتلالي الإسرائيلي (هتكفا) في 28 من الشهر نفسه، للمرة الأولى، بعد أن أحرز رياضي من كيان الاحتلال الميدالية الذهبية في بطولة عالمية للجودو.

وزارت وزيرة الثقافة والرياضة في حكومة الاحتلال ميري ريغيف في اليوم التالي مسجد "الشيخ زايد بن سلطان"، بدعوة رسمية من ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد.

وذكرت القناة الإسرائيلية الثانية في السادس من كانون الأول (ديسمبر) 2018م أن رجال أعمال يهودًا في دبي أكدوا عمل الكنيس السري الذي أقاموه منذ سنوات، مع أن الإمارات لا تقيم مع الكيان علاقات دبلوماسية رسمية.

وأثار وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد ردود فعل غاضبة، بتغريدته عبر "تويتر" بشأن القرار الأسترالي بالاعتراف بغربي القدس "عاصمة" لكيان الاحتلال في الـ15 من الشهر ذاته، التي رأى فيها أن "موقف أستراليا لا يمس بالمطالب الفلسطينية المشروعة، وأولها (شرقي القدس) عاصمة لفلسطين"، على حد زعمه.

وفي الثامن من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي أطلق فريق "ناشطون ضد التطبيع في قطر" حملة على موقع التدوين المصغر "تويتر" وسم "#يلا_تطبيع"؛ رفضًا لمشاركة فريق إسرائيلي في بطولة العالم للجمباز الفني، التي أضافتها الدوحة في ذلك الوقت.

وكشفت سفارة الاحتلال الإسرائيلي بالقاهرة في 19 كانون الأول (ديسمبر) عن زيارة وفد صحفي إلى فلسطين المحتلة سنة 1948م، وقالت في بيان لها: "إن وفدًا يتألف من سبعة صحفيين عرب قدم من مصر ولبنان والجزائر والمغرب زار الكنيست"، ونسقت للزيارة سفارة الاحتلال في فرنسا، وعلى إثر ذلك أعلنت مجلة كل العرب إنهاء تعاقدها مع صحفي مصري كان ضمن الوفد.

ويتباهى نتنياهو بعلميات التطبيع بقوله: "إن عملية التطبيع تجري مع العالم العربي، دون تحقيق تقدم في العملية الدبلوماسية مع الفلسطينيين"، مرحبًا بـ"التطور في العلاقات التطبيعية السريعة مع العرب"، على حد وصفه.

تأييد أمريكا

عضو اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة الكيان العبري التي تقود حركة المقاطعة "BDS" نصفت الخفش رأى في حديث إلى صحيفة "فلسطين" أن بعض الأنظمة العربية تهرول تجاه نسج علاقات مع كيان الاحتلال الذي وصفه بالكيان العنصري الإسرائيلي، لإثبات "تأييدهم الإدارة الأمريكية، وتعزيز مكانتهم على سدة الحكم في بلدانهم"، حسب اعتقاده.

وبيّن الخفش أن تلك الأنظمة تريد حماية نفسها من الغضب الشعبي ومما يجري على مستوى الشرق الأوسط والساحة العربية والعالمية عامة من تغيرات دراماتيكية، بإقامة هذه العلاقات مع الكيان العبري، العصا التي تلوح بها أمريكا لضرب من يخالفها أو يقف في وجهها.

وتابع: "في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات والتطبيع ما بين بعض الأنظمة والاحتلال توجد مواقف من الشعوب والجماهير العربية في الدول التي تحكمها هذه الأنظمة تعارض عمليات التطبيع بكل أشكاله السياسي والاقتصادي والعسكري والرياضي والثقافي، أو استقبال قادة حكومة الاحتلال".

وأشار الخفش إلى أن التحركات الشعبية تواجهها الأنظمة المطبعة بالقمع والاعتقال والملاحقة، ولكن بإيمانها بقضيتها وعدالة القضية الفلسطينية ستستمر في معارضتها وتصديها للتطبيع.

ولفت إلى وجود نجاحات كبيرة يحققها الأفراد والشعوب، مستدلًّا بما حدث في بعض المحافل الدولية من اللقاءات الرياضية عندما رفض أبطال عرب التسابق مع ممثلي كيان الاحتلال.

وأكمل: "إن هذا هو الموقف الحقيقي الذي تمثله الشعوب العربية من العلاقات مع كيان الاحتلال"، مؤكدًا أن "هرولة" أنظمة عربية نحو التطبيع لا تمثل سوى هذه الأنظمة.