فلسطين أون لاين

​تحليل: فساد نتنياهو وفشله بغزة أبرز أسباب حل الكنيست

...
الكنيست (أرشيف)
رام الله / غزة - خضر عبد العال

عدّد مختصون في الشأن الإسرائيلي أسبابًا دفعت الائتلاف الحاكم في كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى التوافق على حل "الكنيست" وتبكير موعد الانتخابات العامة إلى أوائل شهر نيسان/ أبريل القادم.

من أبرز هذه الأسباب كما يرى هؤلاء المختصون الخلافات الحادة داخل ائتلاف حكومة الاحتلال مع أحزاب المتدينين حول قانون تجنيد المتدينين في جيش الاحتلال، وكذلك قضايا الفساد التي تواجه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، عدا عن فعل المقاومة الفلسطينية بغزة خلال المواجهة الأخيرة قبل نحو شهر والتي أطاحت بوزير الجيش أفيغدور ليبرمان.

وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية في عددها أمس، أن قرار نتنياهو بتبكير موعد الانتخابات العامة، يأتي استباقا للقرار الذي من المتوقع أن يصدر في حزيران/ يونيو القادم من قبل المستشار القضائي لحكومة الاحتلال، بخصوص تقديم لوائح اتهام بحق رئيس الوزراء في ملفات الفساد التي يشتبه بتورطه فيها.

ويشير المختص في الشأن الإسرائيلي علاء خضر، إلى أن الخلاف المحتدم بين نتنياهو وزعيم حزب (هناك مستقبل) يائير لبيد الذي تحدى ألا يصوت لصالح قرار يريد نتنياهو تمريره يتعلق بتجنيد المتدينين، فضلًا عن الأزمة الائتلافية بعد استقالة لبيرمان من وزارة الجيش.

قضايا الفساد

وقال خضر لـ"فلسطين": "نتنياهو يواجه أدلة قوية في تهمة تلقي رِشا وقضايا فساد أبرزها قضايا 1000، 2000، و 4000، ومن الصعوبة بمكان ألا يتبنى المستشار القضائي للحكومة أفيحاي مندلبليت توصية على الأقل من التوصيات الثلاث، لا سيما فيما يتعلق بالقضية "4000".

وبيّن أن نتنياهو يحاول في الفترات الأخيرة إحداث أزمات سياسية وأمنية لكي يضمن التخفيف من حدة الضغط الإعلامي عليه ويلفت الانتباه عن هذه القضايا.

ويرى أن ما حدث خلال الشهرين الأخيرين في قطاع غزة أثر كثيرا على شعبية نتنياهو وحزب الليكود، سواء عملية خان يونس أو فقدان الردع، مما جعله يلجأ إلى خطوات عسكرية محدودة في سوريا لأنه يضمن من هذه الجهة عدم الرد والانجرار لحرب، بغرض ترميم شعبيته.

الفشل في غزة

من جهته يرى المحلل والمختص في الشأن الإسرائيلي محمود مرداوي، أن فشل جيش الاحتلال في غزة خلال عدوان نوفمبر الماضي، كان سببا رئيسياً في التأثير على حكومة الاحتلال واسقاطها، بدءاً باستقالة لبيرمان وانتهاء بإعلان حل الكنيست وتقديم الانتخابات.

وقال مرداوي لـ"فلسطين": "هذه الحكومة سقطت يوم العملية الأخيرة ضد قطاع غزة وفشلها أمام المقاومة الفلسطينية، لذلك سعت للحفاظ على الحالة المعنوية للاحتلال وعدم منح المقاومة انجازًا سياسيًا مباشرًا"، موضحاً أن (تل أبيب) أرادت التغطية على فشلها في غزة بذهابها لعملية "درع الشمال" على الحدود مع لبنان، متذرعةً بأن تدمير أنفاق حزب الله "أهم" بالنسبة لأمن (إسرائيل).

وأكد أن حكومة بنيامين نتنياهو سقطت لأنها لم تعد تمتلك القدرة على اتخاذ أية قرارات مهمة، ولا تحظى بثقة البرلمان، وهذا تمثل في إعلانها حل نفسها.

ولفت إلى أن الحكومة في وضعها الحالي تمتلك صلاحيات تسيير الأعمال كما أنها مخولة بردود الأفعال في حال تعلق الأمر بالأوضاع الأمنية حتى لو آلت الأمور لحرب، مؤكدا أنها لا تبادر في حروب أو عقد صفقات أو ابرام اتفاقيات، كما أنها ملتزمة باحترام تلك الاتفاقيات والصفقات وملزمة بتطبيقها وتنفيذها.

ويرى مرداوي أن (إسرائيل) أمام فترة انتقالية، ما كانت تتمنى المرور بها في هذه اللحظة التي تعيش فيها حالة من التحديات في الضفة الغربية والشمال، وقطاع غزة وفقدانها حالة الردع، وفق تعبيره.

وحول قرار التجنيد قال: "الحكومة الاسرائيلية مرت على قرار مهم جدًا يتعلق بالتجنيد، وهذا القرار يقف الجيش ضده، إذ أن المؤسسة العسكرية لا تستطيع التعايش مع 25% من المجتمع معفيًا من التجنيد، ولو مرّ سيدفع جميع المستوطنين نحو التدين وتصبح (إسرائيل) بلا جيش".

وتابع: "بالتالي هذا الكلام مرفوض، والحكومة لن تستطع المصادقة عليه، وحين يُطرح تعتبره المعارضة قرار تشريع وحجب ثقة عن الحكومة".

الهدوء المرتقب

كذلك ذكر المختص في الشأن الإسرائيلي مأمون أبو عامر لـ"فلسطين" أن قرار حل الكنيست، قد يكون جزء منه مرتبط بموقف شخصي لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

وقال أبو عامر: "نتنياهو أزاح الموضوع الأمني في قطاع غزة من عقول المعارضين ووضعه في مصف القضايا الأخرى، وبالتالي هو يحافظ على نفسه والسياسات العامة، وعمل على إحلال واستبدال مشاكل موجودة قد تؤثر بشكل كبير على مكانته لقضايا قد يكون تأثيرها هامشي".

وتنبأ دلالات هذا القرار، بحفاظ نتنياهو على سياساته الحكومية في المرحلة المقبلة، لكن سيكون الوضع حساس جدا بالنسبة لقطاع غزة ففي حال تصاعد الأمور سيكون هناك حالة من الانفعال في ظل الاجواء الانتخابية، بالإضافة للذهاب نحو هدوء أكثر على جبهة غزة، منوهاً إلى أن نتنياهو يدرك تماماً أن أي مواجهة في قطاع غزة مهما حقق فيها من مكاسب سيخسر في النهاية.

وأردف بالقول: "سيكون هناك تشديد أمني في الضفة الغربية وقطاع غزة، بحيث يحاول خلق هدوء أكثر في قطاع غزة وعدم الدخول في حالات صدام" موضحاً أن الاحتلال يتحكم بالصراع من خلال ورقة الحصار التي سيوظفها للتخفيف عن القطاع وامتصاص حالة الغضب وعدم الانجرار لمواجهة.

وأشار إلى أن نتنياهو لن يقبل لنفسه خسارة هذه الجولة الانتخابية، وبالتالي هو مستعد لتنفيذ أعمال كثيرة من أجل الحفاظ على مصالحه والظهور بأنه الرجل الأقوى أمنيا واقتصاديا وسياسياً.

واتفق مع سابقه حول أن خسارة الاحتلال في الجولة الأخيرة داخل قطاع غزة السبب المباشر في وصول الائتلاف الحكومي لهذا القرار بدءا باستقالة ليبرمان ثم انسحاب حزب (إسرائيل بيتنا) من الحكومة، الأمر الذي جعل الائتلاف هشا وضعيفا، وبالتالي قدرته على تحمل أي اشكاليات ضعيف مما دفعه للذهاب لانتخابات مبكرة.