كثفت مخابرات الاحتلال من حملات الاعتقال لأنصار حركة حماس وكوادرها في الضفة الغربية والقدس المحتلة مع حلول الذكرى الـ31 لانطلاقة الحركة، التي تزامنت مع سلسلة عمليات نوعية نفذها أبناء الحركة في الضفة الخميس الماضي أدت لمقتل جنود إسرائيليين وإصابة العديد منهم.
واعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 25 مواطنًا شاركوا في حفل زفاف نشدوا فيه أناشيد المقاومة ورفعوا رايات حماس الخضراء، منها أنشودة (يا شعبي يا شاطر ناس بتضرب بالكورنيت وناس تصلح بناشر).
منع الإشادة بالمقاومة
أمجد أبو عصب رئيس لجنة أسرى القدس، أكد أن الاحتلال لا يريد من المقدسيين الإشادة بالمقاومة وبعملياتها ويحاول ترهيب كل من يحتفل بأسير أو بعملية مقاومة أو انطلاقة أي فصيل.
وقال أبو عصب لصحيفة "فلسطين": "إن سياسة الاحتلال في القدس المحتلة أصبحت تقوم على الاعتقالات الاستباقية، فأي أسير يتم تحريره من السجن يتم اقتياده إلى مركز المسكوبية وتهديده بإعادة الاعتقال إذا كانت هناك مظاهر احتفالية ورفع رايات استقبالًا له".
وأضاف: "هذه السياسة العنصرية تؤكد مدى خشية الاحتلال من الاحتفالات وأناشيد المقاومة في القدس المحتلة، وطمس هذه الاحتفالات وعدم إظهارها في الشوارع داخل القدس، ويتم محاكمة المحتفلين تحت بند التحريض، وهناك المئات من المقدسيين في السجون بذريعة بند التحريض".
هوس أمني
خالد زغاري شقيق الأسير المنشد مراد زغاري من فرقة القدس الفنية، قال: "الاحتلال أصبح في هوس أمني إذ اعتقل 25 شابًا من المشاركين في حفل زفاف المحرر رامي الفاخوري في القدس المحتلة بسبب الأناشيد الوطنية".
وأوضح أن هذا مشهد يتكرر في القدس في الآونة الأخيرة، فكل شيء أصبح محظورًا حتى الأناشيد التي تشيد بالمقاومة.
وأضاف: "التهمة جاهزة لدى مخابرات الاحتلال، في حين يطلق قطعان المستوطنين في مسيراتهم وعلى مسامع المقدسيين شعارات عنصرية تتضمن القتل وهدم المسجد الأقصى ومنع المصلين من الصلاة إضافة إلى عبارات الإهانة وخدش الحياء والكرامة".
د. ناجح بكيرات، والد الأسير مالك بكيرات المحكوم 19 عامًا لانتمائه لحركة حماس ومدير مؤسسة أكاديمية الأقصى، يقول لـ"فلسطين": "انطلاقة حماس الـ31 كان لها وقع في مدينة القدس في احتفالات الزفاف وفي الجلسات الاجتماعية، وهذا الأمر جعل الاحتلال يتخبط في إجراءاته، فلم يعد يحتمل أي مظاهر تشيد بالمقاومة ومنها انطلاقة حركة حماس".
وأشار إلى سلسلة الاعتقالات الجماعية والاستدعاءات الأمنية وتشديد إجراءات التفتيش والاقتحامات الليلية ومحاولة تهديد المحررين من المقدسيين من عواقب الاحتفال في ذكرى انطلاقة حماس.
قلق من الانطلاقة
الناشط محمد عمرو المتخصص بالإعلام الإلكتروني، قال: "لوحظ في الآونة الأخيرة قلق مخابرات الاحتلال من انطلاقة حماس في الضفة الغربية من خلال حملة الاعتقالات التي سبقت حلول الانطلاقة والعمليات التي وقعت في رام الله".
وأشار عمرو خلال حديثه لـ"فلسطين" إلى أن الإعلام العبري ربط هذه العمليات بانطلاقة حركة حماس، وأن حماس الضفة تستطيع النهوض وتنفيذ عمليات موجعة ونوعية في صفوف الجيش.
وذكر أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعيش حالة من الإرباك وعدم معرفة الخلايا إلا بعد تنفيذ العمليات وبمساعدة لوجستية، فالمطارد أشرف نعالوة استطاع التخفي 67 يومًا وأنهك الجيش في عمليات بحث فاشلة.
وأضاف عمرو: "كانت انطلاقة حماس الـ31 في الضفة الغربية محطة إذلال للمخابرات الإسرائيلية التي تباهت بغياب المقاومة في الضفة الغربية من خلال ملاحقات ميدانية".