فلسطين أون لاين

تقلصت مساحتها من 17 ألف دونم إلى ألفي دونم فقط

"الولجة".. قرية فلسطينية تواجه التهويد الإسرائيلي

...
القرية تتعرض لهجمة شرسة من الاحتلال
القدس المحتلة– غزة/ خضر عبد العال:

عقب نكسة يونيو/حزيران 1967، انتهج الاحتلال الإسرائيلي سياسة مصادرة أراضي البلدات والقرى الفلسطينية، لإقامة المستوطنات الإسرائيلية، وشق الطرق الالتفافية لربط هذه المستوطنات، وتخصيص طرق خاصة بالمستوطنين.

وموقع قرية الولجة جنوب غرب القدس المحتلة الإستراتيجي جعله محط الأطماع الاستيطانية الإسرائيلية، حيث بلغت مساحة أراضيها بعد نكبة 1948م (6000) دونم من أصل (17708) دونمات، في حين تقلصت مساحتها إلى (3000) دونم بعد نكسة 1967.

وفي عام 1971، وصلت مساحة القرية (2738) دونماً، مع بدء الاحتلال ببناء مستوطنة "جيلو" على الجزء الجنوبي من القرية، وبعد عام واحد أصبحت مساحة الولجة نحو 2000 دونم بعد إقامة مستوطنة "هار جيلو" على مساحة (414) دونماً على جزء من أراضي الولجة.

قطع طريق القدس

وأكد الخبير في شؤون الاستيطان، خالد منصور، أن الاحتلال يطمع في السيطرة على قرية الولجة لأنه يريد فرض إغلاق كامل على مدينة القدس، بحيث تصبح محاطة بمناطق يهودية من الجهة الجنوبية.

وقال منصور لصحيفة "فلسطين": إن "الاحتلال يتعمد استهداف أهالي القرية من أجل الضغط عليهم وترحيلهم قسرا من أراضيهم، والسيطرة عليها، فهو يمارس كل أشكال المضايقات من هدم منازل ومصادرة أراضٍ ومنع تراخيص بناء وغيرها".

وأشار إلى أن الاحتلال أثناء بنائه جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية لم يبنِ في هذه القرية جدارا، لأنه كان يخطط أن يلتهم الجدار كامل أراضي القرية.

وبين أن الاحتلال في حال سيطرته على الولجة، يقطع الطريق الجنوبية المؤدية للقدس، ويقيم سدا استيطانيا من القدس إلى المجمع الاستيطاني "غوش عتصيون"، كما الحال في السيطرة على الخان الأحمر شرقي القدس، حيث سيتمكن الاحتلال من السيطرة على الأراضي من القدس إلى المجمع الاستيطاني "معاليم أدوميم".

وشدد منصور على أن هذه الكتل الاستيطانية الكبيرة تحمل الطابع الأمني والجيوسياسي، ويسعى الاحتلال لفرضه من أجل جعلها حواجز تقطع التواصل بين مناطق الضفة الغربية.

سياسات الاستيطان

من ناحيته، أوضح الناشط ضد الاستيطان إبراهيم عوض الله من قرية الولجة، أن القرية تتعرض لهجمة شرسة من الاحتلال، تتمثل في مخططات استيطانية جديدة لتوسعة مستوطنتي "هار جيلو" و"جيلو"، وسياسة هدم المنازل الفلسطينية، بحجة أنها غير مرخصة، إضافة إلى سياسة التضييق على أهالي الولجة.

وأوضح عوض الله لصحيفة "فلسطين"، أن "سلطات الاحتلال صادقت أخيرًا على بناء (400) وحدة استيطانية جديدة على مساحة (1200) دونم من أراضي الولجة من أجل توسعة مستوطنة "هار جيلو"، كما أنها في صدد إقامة (3500) وحدة استيطانية من أجل توسعة مستوطنة "جيلو" على حساب أراضي القرية.

وأشار إلى لدى الاحتلال مخططات لإقامة وحدات استيطانية على مساحة (841) دونماً فوق الأراضي الغنية بالآثار والمياه الجوفية والينابيع في القرية، والبالغ عددها (23) ينبوعاً.

وشدد على أن هذه المخططات تأتي في إطار ترسيخ مخطط "القدس الكبرى" الذي يهدف لربط مدينة القدس بالمجمع الاستيطاني "غوش عتصيون"، حيث تمت المصادقة على بناء جسور وسكك حديدية، مشيرًا إلى هذا المخطط يبدأ من قرية الولجة جنوب غرب القدس مرورا بالقرى المجاورة وصولا إلى "عتصيون".

ولفت إلى أن سلطات الاحتلال قد أخطرت في الآونة الأخيرة (68) منزلاً من أجل هدمها، ليرتفع بذلك عدد المنازل المخطرة بالهدم في القرية إلى نحو (180) منزلاً، (40) منها صدر بحقها قرار هدم قضائي.