فلسطين أون لاين

​المسجد الأقصى.. "ساحة حرب" تهويديه صامتة

...
المستوطنين باتوا ينتهكون حرمة المسجد الأقصى
رام الله/ محمد القيق:

في الوقت الذي ينجح فيه الاحتلال في إلهاء العالم عن أقدس بقعة في فلسطين وما يجري بحقها؛ تسارع مجموعات المستوطنين المتطرفة في خطواتها التهويدية من اقتحامات وانتهاكات واحتفالات تحاول نزع إسلامية المسجد الأقصى، تزامنا مع حرب أخرى تقودها أذرع الاحتلال على رواد المسجد وموظفيه وحراسه هدفها تفريغ المكان منهم.

وضمن آخر الإرهاصات التي حملتها عنصريتهم، أقدم مستوطنون الاثنين الماضي على إشعال "شمعدان" ضخم أمام باب الأسباط والقيام برقصات استفزازية وشعائر تلمودية وشرب الخمر في رسالة تهويد واضحة؛ الأمر الذي اعتُبر حجرا آخر في زاوية الاستيلاء على الأقصى.

تغيير المعالم

وقال مسؤول العلاقات العامة والإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية، فراس الدبس لـ "فلسطين"، إن قيام المستوطنين قبل أيام بإشعال "الشمعدان" أمام باب الأسباط هو عمل خطير جدا هدفه تغيير المعالم المحيطة بالمسجد الأقصى المبارك.

واعتبر الدبس إقامة مثل هذه الطقوس الخطيرة بهذا الشكل واستغلال إغلاق المسجد في وقتها وفي ظل تضييقات شرطة الاحتلال على المقدسيين مؤشرا خطيرا ينتهك حرمة الأقصى ويعطي الضوء الأخضر لتمادي المستوطنين.

وبين أن المستوطنين باتوا ينتهكون حرمة المسجد الأقصى ومحيطه في الأعياد وغيرها ويقيمون حوله طقوسا تلمودية في محاولة لتغيير المعلم الخارجي للأقصى؛ حيث يصبح بمقدورهم إقناع الوفود الأجنبية بأن هذا المكان لهم وكأنهم يقومون بشيء طبيعي.

وأضاف: "يندرج هذا كله ضمن الأطماع اليهودية ومحاولة السيطرة على منطقة باب الرحمة، وإذا تركنا الأمور على ما هي عليه فسنكون خاسرين لأن هذا الأمر يحتاج وعيا وتكاتفا".

وأشار الدبس إلى أن عدد المقتحمين للأقصى خلال العام ٢٠١٨ وصل إلى ٢٨ ألف مستوطن، مبينًا أن العدد ممكن أن يرتفع إلى ٢٩ ألف في نهاية العام، في زيادة ملحوظة عن العام السابق الذي اعتبر عام الاقتحامات.

تقصير

بدورها رأت الناشطة المقدسية خديجة خويص أن هناك تقصيرا على كل الصعد فيما يتعلق بالمسجد الأقصى المبارك، إضافة إلى وجود تخوف لدى الشارع المقدسي من هبّات جديدة رغم أن الذي حصل من إضاءة الشمعدان لا يقل خطورة عن قضية البوابات الإلكترونية والتي ثار لأجلها الفلسطينيون وانتصروا عليها.

وأكدت خويص في حديثها لـ"فلسطين"، أن هناك تقصيرًا من السلطة الفلسطينية والدولة العربية والإسلامية على حد سواء، منبهة إلى أن الاحتلال نجح في تفريغ المسجد الأقصى من خيرة شبابه فلا يستطيعون بحكم أوامر الإبعاد الحضور فيه أو حوله.

وأعربت عن استغرابها من استمرار الصمت المريب تجاه ما يحدث في المسجد الأقصى "وكأنه أصبح موضوعا ليس له حل"، في الوقت الذي يتم التفاعل مع قضايا أخرى ذات أهمية أقل.

وأضافت خويص أن "الاهتمام الإعلامي باهت جدا فيما يتعلق بالمسجد الأقصى وقضاياه وكأن كل ما يحدث أصبح أمرا طبيعيا أو أمرا واقعاً في ظل زيادة الانتهاكات بالتدريج وزيادة جرعات الانتهاك وسط الصمت الذي نحن فيه".