فلسطين أون لاين

​في يوم المعاق العالمي

إعدام الشهيد الجبالي شاهد على همجية الاحتلال

...
قلقيلية - مصطفى صبري

الصدمة عمت الأهالي في مخيم طولكرم والمدينة بعد انتشار خبر استشهاد محمد الجبالي (18 عامًا) الملقب بـ" زعتر" برصاصة جنود الاحتلال في الحارة الغربية التي استقرت في رأسه.

استشهاد محمد الجبالي "زعتر" كان في اليوم التالي ليوم المعاق العالمي واحتفال العالم بهذه المناسبة بتكريم أصحاب الاحتياجات الخاصة، إلا أن الاحتلال قام بعملية التكريم بإرهاب متعمد للشاب الشهيد محمد الجبالي.

الشاب سمير بدران (38 عامًا) من الحي الشرقي في طولكرم يعرف الشهيد زعتر ويشاهده يوميًّا، يتحدث مخاطبًا الشهيد: "الله يختار الأنقياء والأوفياء منا، لم ينكر أحد أنك كنت بلا مأوى ولا ملجأ، وربما كنت في أغلب الأحيان تنام الليل على أنين أحشائك الجائعة، ربما نمت في بعض الأيام بين أزقة الشوارع أو على الرصيف، ولكن الآن أنت في سماء الله العالية، بحضرة أرحم الراحمين الذي اختارك لجواره، سيفتقدك فقط من لديه ضمير حي، وأزقة المخيم وملابسك الممزقة وذلك الرصيف، فالاحتلال بإرهابه استهدفك برصاص قاتل دون أن تقترف ذنبًا سوى أنك كنت في شوارع المدينة".

النائب د. حسن خريشة عن محافظة طولكرم يقول: "هذه الجريمة التي قتلت شابًا فقيرًا من ذوي الاحتياجات الخاصة، يجب أن تكون حاضرة في المنابر الدولية، لكونها جريمة حرب نفذها الاحتلال بحق شاب مسكين من مسافة صفر وبرصاصة قاتلة من الخلف دون أن يشكل هذا الشاب عليهم أي خطر".

ويضيف: "هذه الجريمة تؤكد ضرورة حماية الشعب الفلسطيني وتحرك اتحاد المعاقين لمخاطبة العالم بأسره بأن الفلسطيني مهدد بالإعدام مهما كان وضعه النفسي والجسدي في كل اقتحام للمدن الفلسطينية".

وأن جيش الاحتلال –وفق ما يقول خريشة- عندما يقتحم المدن يكون لديه قرار سابق بإعدام كل من يواجههم من الشبان المعترضين على الاقتحام، فمن حق الشباب الفلسطيني رفض الاقتحامات اليومية للمدن ويكون هذا الرفض بالتجمهر ورشق الحجارة عن بعد ولا يشكل خطرًا عليهم، ومع ذلك يصرّ الاحتلال على إعدامهم وقتلهم بدم بارد".

الشيخ عمر بدير (60 عامًا) يقول: هذا القتل لشاب من ذوي الاحتياجات الخاصة يؤكد أن الشعب الفلسطيني في خطر دائم بسبب جيش الاحتلال وأن المواطن غير آمن في مدينته وبيته".

ويشير بدير إلى أن الجميع يعرف الشهيد محمد الجبالي وهناك تضامن منقطع النظير للمشاركة في جنازته الحاشدة والتواصل مع عائلته، وهذا الإعدام يدلل على استهتار الاحتلال بأرواح المواطنين، الذين يطلقون الرصاص الحي بهدف القتل وليس للتخويف كما يسوّق الاحتلال.

مدير دائرة الأوقاف في محافظة طولكرم خلدون أبو خالد عدَّ قتل الاحتلال لمحمد الجبالي بهذه الطريقة البشعة وفي منطقة الرأس، دليلًا واضحًا على أن الاقتحامات تهدف إلى تجسيد رسالة الرعب والقتل للمواطنين.

المواطن وقاص يوسف من طولكرم يتحدث بمرارة عن الحدث قائلًا: "هذه العائلة فقيرة وبسيطة جدًّا والشهيد محمد الملقب زعتر معاق عقليًا ووالده معاق جسديًا، ويعمل في مقاهي طولكرم ويعرفه الأهالي ويعطفون عليه، وقتله جريمة بشعة، فالاحتلال قتل كل أهالي محافظة طولكرم بقتل الشهيد الفقير محمد الجبالي الذي لا تفارقه البسمة بالرغم من صعوبة وضع عائلته التي تعيش دون مستوى خط الفقر ومكونة من ثمانية أفراد".