فلسطين أون لاين

​سماح شاهين تتجاوز إعاقتها وتفتتح ورشة حفر على الخشب

...
صورة أرشيفية
غزة/ جمال غيث:

تتنقل سماح شاهين في ورشتها بخفة محدقة النظر في التحف الخشبية والمعلقات القرآنية التي انتهت من تجهيزها للتو، علها تناسب ذوق طالبيها.

ساعات تقضيها الأربعينية شاهين التي تعاني إعاقة في يدها اليسرى منذ ولادتها، كل يوم في ورشتها التي لا تتجاوز مساحتها 90 مترًا مربعة، بمخيم البريج وسط قطاع غزة، لصناعة تصاميم توافق رغبة زبائنها.

ولم تقف الإعاقة الحركية عائقًا أمام شاهين، بل تمكنت من تجاوزها، ونجحت في امتهان الحفر على الخشب (CNC) الذي كان حكرًا على الرجال لتنافسهم فيه.

وتعرض شاهين عشرات القطع الفنية الجاهزة للاستخدام في المنازل والمحال داخل متجرها، في مخيم البريج، الذي تديره بمساعدة ستة أفراد من عائلتها، بعد أن تمكنت من تعليمهم المهنة، على أصولها، وفق قولها.

ولدت فكرة الحفر على الخشب (CNC) لدى شاهين عام 2014م، خلال مشاركتها في التدرب بمشروع "إرادة" التابع للجامعة الإسلامية بغزة، فأجادت العمل وأبدعت به، وعملت ليل نهار إلى حين تمكنت من فتح ورشة خاصة بها.

وتبين أن جمال المنتج وروعته هما ما دفعاها إلى الالتحاق بمشروع "إرادة"، وامتهان الحفر على الخشب، بعد أن توقفت عن تعلم التطريز، "لأن جميع السيدات تعمل به"، فبحثت عن مكان تتميز وتبدع فيه.

وتتنقل شاهين في منجرتها لتأخذ مقاسات القطع التي يطلبها الزبائن قبل أن تدخلها إلى آلة تعمل على نقش رسوم فنية متقنة، ثم تحفف زوايا تلك الألواح بأدوات تستعملها لتخرج تحفًا.

ويرتبط عملها بوصل التيار الكهربائي الذي تستغله الاستغلال الأمثل كي تنجز عملها على الوجه المطلوب، مشيرة إلى أن تحسن جدول وصل التيار الكهربائي يمكنها من إنهاء عملها اليومي داخل الورشة.

وتشير شاهين إلى أنها أثبتت نجاحها في هذه المهنة وإتقانها بإنتاج كميات كبيرة من الأشكال وتركيبها في المحال والمنازل، والمشاركة الفاعلة في كثير من المعارض التي أقيمت في قطاع غزة، وساهمت في تغيير نظرة المجتمع السلبية إلى طبيعة عملها.

وتفتخر بأن أول عمل لها على آلة الحفر على الخشب (CNC) هو خريطة فلسطين التي نالت إعجاب كل من شاهدها، ودفعتها إلى صناعة العديد منها وبيعها مقابل مبلغ مالي زهيد.

وتحاول شاهين مراعاة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني نتيجة الحصار الإسرائيلي على القطاع، خلال بيع المعلقات والتحف الخشبية التي تصنعها، محاولة التخفيف عن كاهلهم، وفتح الباب أمامهم لتحقيق ربح في حال أرادوا ذلك.

وتتفنن في صناعة التحف الخشبية الصغيرة التي يمتنع بعض عن صناعتها ويفضلون استيرادها من الخارج، بسبب صعوبة ذلك وحاجته لوقت ودقة خلال العمل.

وتعيد شاهين الفضل لمركز "إرادة" التابع للجامعة الإسلامية الذي مكنها من التدرب على مهنة الحفر على الخشب، إلى أن وصلت إلى فتح ورشة خاصة بها بمساهمة من منظمة الإغاثة الإسلامية في غزة، التي وفرت لها نصف ثمن جهاز الحفر على الخشب، وتأمل أن تنتهي من سداد المبلغ المتبقي، وتوسع ورشتها لتضم أجهزة أخرى تحتاجها.

وأيضًا تأمل توسيع ورشتها، لتستوعب المزيد من الحرفيين والراغبين في تعلم الحفر على الخشب لاتخاذه مهنة لهم.