فلسطين أون لاين

​لرفاه نفسي لأبنائك عالج عقدك النفسية قبل الزواج

...
صورة أرشيفية
غزة/ مريم الشوبكي:

يمر الإنسان في حياته بخبرات ومواقف صادمة، البعض يتجاوزها، والبعض الآخر تلازمه طوال حياته وتتحول إلى عقد وأزمات نفسية، ينقلها إلى أبنائه، وهنا تستمر المشكلة بل وتتفاقم، لأنه لا يدرك معاناته من مشكلة ما وتحتاج إلى حل.

إدراك الفرد أن لديه علة نفسية واستبصاره في ذاته، هي أولى درجات السلم نحو التخلص منها، ويتوجب عليه سواء كان ذكرًا أو أنثى، البحث عن معالج نفسي ليعينه على تجاوزها قبل تفكيره في الزواج، حتى ينعم أبناؤه برفاه نفسي بعيدًا عن العقد القديمة لوالديهم.

خبرات صادمة

الاختصاصية النفسية إكرام السعايدة بينت أن إدراك الفرد معاناته من مشكلات وخبرات صادمة تركت أثرًا بليغًا في حياته، وسببت عقدًا على الصعيد النفسي، وحاجته إلى معالج نفسي، يندرج تحت الإطار العلاجي وأنه يسعى جاهدًا للتخلص منها.

وأوضحت السعايدة لـ"فلسطين" أن عملية ربط الشخص بين المشكلات، وخوفه أن تؤثر مستقبلاً على أبنائه تقع تحت البعد الوقائي، وهذا مؤشر جيد يعبر عن مدى إدراك الفرد لمشكلته وتفهمه للآثار التي قد تتسبب فيما بعد وسعيه نحو تجاوزها مبكرًا.

وعن الأسباب التي تدفع الشخص لإيجاد حلول لأزمته النفسية، ذكرت أن الأسباب مبنية على النتائج عادة، والتي أثرت على حياته الشخصية والاجتماعية، وشعوره أن هناك خللا في حياته الوظيفية والاجتماعية، ويحاول حلها حتى لا تؤثر مستقبلاً على حياة أبنائه.

وضمن الأسباب، أشارت الاختصاصية النفسية إلى أن ضغوط المحيط تنبهه لخطورة المشكلة التي يعاني منها وخطورة الأزمات المترتبة عليها، وكذلك الضغوط التي تأتي من الشريك حتى لا تتفاقم الأمور وتزداد صعوبة بعد الزواج وإنجاب الأبناء وايجاد حلول مسبقة لها.

ولفتت إلى أن مدى وعي الفرد وإدراكه لنقاط القوة والضعف الموجودة لديه، وبالتالي تعزيز نقاط القوة ومعالجة جوانب القصور لديه، أي مدى النضج الفكري الذي يتمتع به الفرد.

معالجتها مبكرًا

وعن جدوى معالجة العقد النفسية مبكرًا، بينت السعايدة أن فاعلية معالجتها مبكرًا تحقق آثارًا عدة ولعدة أشخاص، منها ما هو متعلق بمعالجة المشكلات الموجودة لدى الفرد والتخلص من العقد التي تسيطر على أفكاره ومشاعره، وما هو متعلق بشريك الحياة لإيجاد أفضل السبل للتفاهم والتواصل الفعال مع الشريك بتغييبالمشكلات التي تنجم عن العقد التي يعاني منها الفرد.

وأكدت أن تمتع الوالدين بقدر وافر من الصحة النفسية، سينعكس إيجابيًا على حياة الأبناء، من حيث اتباع أفضل أساليب التنشئة الأسرية، والعمل على إشباع حاجات الطفل النفسية والاجتماعية وإيجاد طرق فعالة في تربية الأبناء بأنماط سوية.

ولفتت إلى أن معالجة الفرد العقد النفسية التي عانى منها تضمن له تحقيق الرفاه النفسي، والتفكير في تطوير الذات بطرق خلاقة، والعمل على النهوض بشخصية الفرد في مناحي الحياة كافة.

اللجوء للمعالج

ونبهت السعايدة إلى أن اللجوء الى اختصاصي نفسي، يترتب على حجم المشكلة ومدى الخلل الذي تركته في حياة الفرد، فكلما كانت المشكلة حادة وأدت الى خلل في الحياة الوظيفية لديه تحتم عليه اللجوء لمعالج نفسي مختص، ولن تجدي جهوده نفعًا إلا في حال امتلاكه العزيمة والإرادة والتغلب على تلك العقبات مع الأخذ بتوجيهات المعالج النفسي، وذلك يستلزم المشاركة والمؤازرة من شريك الحياة.

ومن أمثلة العقد النفسية، ذكرت منها تعرض الشخص لعنف لفظي أو بدني، أو انفصال الوالدين، أو القمع، وأيضًا ما هو متعلق بالاعتداءات الجنسية.