فلسطين أون لاين

​نائل البرغوثي.. الأسير الأقدم في العالم!

...
نائل البرغوثي
غزة - أدهم الشريف

أصبح الأسير الفلسطيني نائل البرغوثي، من قرية كوبر؛ قضاء مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، يستحق لقب أقدم أسير في العالم بجدارة بعدما دخل الجمعة الماضية عامه الـ39 في سجون الاحتلال.

وقضى البرغوثي البالغ من العمر (60 عامًا)، في السجون أكثر مما قضاه من عمره خارجها، بعدما اعتقلته قوات الاحتلال سنة 1978 حينما كان طالبًا في الثانوية العامة.

وخلال اعتقاله الأول الذي استمر 33 سنة في سجون الاحتلال، توفي والده ولم يستطِع إلقاء نظرة الوداع.

وفي نهاية عام 2011، أفرج الاحتلال عن البرغوثي ضمن صفقة "وفاء الأحرار"، المبرمة بين حركة المقاومة الإسلامية حماس والاحتلال الإسرائيلي، بوساطة مصرية.

وبموجب الصفقة، أطلقت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس، سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط بعد أسره بغزة أكثر من 5 سنوات، مقابل الإفراج عن 1047 أسيرًا وأسيرة.

لكن حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو، وقوات جيشها، لم تلتزم ببنود الاتفاق، وأعادت اعتقال البرغوثي في 2014، وزجت به في السجون مجددًا.

وشملت الاعتقالات أيضًا أسرى محررين في الصفقة من الضفة الغربية المحتلة، وأعادت سلطات الاحتلال إليهم جميعًا الأحكام السابقة قبل خروجهم في الضفة.

وبحسب تقارير صادرة عن مؤسسات مختصة بشؤون الأسرى، صدر من محاكم الاحتلال حكمًا بالسجن الفعلي لمدة 30 شهرًا ضد البرغوثي بعد اعتقاله الثاني، لكن بعدما أنهاها أعادت سلطات الاحتلال الحكم المؤبد بحقه إضافة إلى 18 سنة.

وكان الأسير المقدسي المحرر فؤاد الرازم قضى 30 سنة في السجون قبل إطلاق سراحه وإبعاده إلى غزة ضمن صفقة "وفاء الأحرار"، وكذلك محمود جبارين من سكان الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948، والذي قضى 30 سنة أسيرًا أيضًا قبل إطلاق سراحه قبل بضعة أسابيع.

ورغم الإجراءات التي لاقاها البرغوثي على مدار سنوات أسره الطويلة، إلا أن لديه ثقافة عالية، وايجابي في علاقاته مع الأسرى باختلاف انتماءاتهم السياسية، وكذلك في استغلال الوقت، حسبما يقول مدير مركز الأسرى للدراسات الأسير المحرر رأفت حمدونة.

وأضاف حمدونة لصحيفة "فلسطين"، أن الأسير نائل البرغوثي يملك ثقافة واسعة جدًا، ولم تستطع إدارة سجون الاحتلال بإجراءاتها المختلفة طمس ابداعه الثقافي، وقد تعلم اللغتين الإنجليزية والعبرية داخل السجون.

ونبَّه إلى أن البرغوثي يبدي استعدادًا كبيرًا لنقل علمه وثقافته لغيره من الأسرى.

وأشار إلى أن البرغوثي من الأسرى الذين يرفضون مطلقًا استغلال إدارة السجون للأسرى، وفضل على مدار فترة اعتقاله عدم شراء الملابس من كنتين السجن بسبب ارتفاع ثمنها، وحالة الاستغلال من قِبل إدارة سجون الاحتلال للأسرى والمعتقلين إداريًا، مضيفًا: "كان يرتدي دائمًا الملابس التي تسلمها إدارة السجون للأسرى، ومكتوب عليها (الشاباك)".

وقال الأسير المحرر أيضًا، إن البرغوثي يعدّ مرجعًا للأسرى الذي شاركوا في محطات النضال الفلسطيني، بدءًا من انتفاضة الحجارة نهاية عقد الثمانينيات، وحتى يومنا هذا.

وأكد حمدونة أن إرشاد الجيل الجديد استنادًا للشخصيات التاريخية المتسلحة بالإرادة والتجربة النضالية، ومنح هذه التجربة للأجيال الجديدة في السجون، هو ما يمنح الأسرى والحركة الأسيرة كلها، القوة والعزيمة، ولذلك بات البرغوثي مرجعًا للأجيال في كل محطات الشعب الفلسطيني ونضالاته.