قلت في مقالي السابق إن صوت دعاة الحرب سيخبو وليبرمان أكبر الخاسرين في عملية شرق خانيونس، وقد حصل أن قدم وزير الإرهاب ليبرمان استقالته أمس لأن دولة الاحتلال لم تتحمل عواقب تسلل مجموعتها الإرهابية داخل قطاع غزة، إذ تلقت ضربات موجعة من جانب المقاومة وتلقت رسائل تنذر بالمزيد من الضربات والمفاجآت؛ ما دعاها للموافقة على وقف إطلاق نار عاجل.
استقالة ليبرمان بحد ذاتها اعتراف بهزيمة (إسرائيل) وفشل حكومة بنيامين نتنياهو، فالمنتصر في العادة يحتفل ولا يقدم استقالته، والشعب المنتصر لا يخرج لإحراق الإطارات احتجاجًا على نتائج المعركة كما حصل في سديروت، وليس مطلوب منا أن نثبت أن المقاومة انتصرت حتى لو امتلكنا الدلائل وصور النصر مثل نجاح المقاومة في استهداف حافلة بصاروخ كورنيت وإثبات أن جنودهم صيد سهل وفي مرمى نار المقاومة.
كنا نسمع أن التهدئة مع الاحتلال تحت غطاء إنساني في قطاع غزة إنما هي تطبيق لصفقة القرن، وما إن اندلعت المعركة حتى أصبح التصعيد واستهداف البشر والحجر تطبيق لصفقة القرن، أي أن كل ما يحدث في غزة هو مؤامرة وخدمة لصفقة القرن، سواء كان ذلك تهدئة ومساعدات إنسانية أو حربا وكوارث إنسانية، على الذين يفكرون بهذه الطريقة أن يراجعوا الأخصائيين النفسيين، لأن حالتهم ستزداد سوءا مع كل إنجاز يتحقق في قطاع غزة، وما أكثر الإنجازات التي تنتظر غزة وأهلها إن شاء الله.
أعتقد أن ما حققته المقاومة في قطاع غزة سيعجل في إبرام اتفاق هدنة وكذلك سيعجل في إعادة اللحمة للشعب الفلسطيني، العودة إلى المناكفات السابقة لن تكون في صالح فصائل منظمة التحرير، لأن المقاومة قدمت ما عليها من واجب أمام الشعب، فقدمت له انتصارًا يعتز ويفتخر به. تشويه الانتصار لن يكون إنجازا لأي جهة، بل سيكون مدعاة للسخرية من المرجفين والمشوهين لنضالات شعبنا وإنجازاته، وعليه يكفي إضاعة للوقت ومماطلة ولا بد من تحقيق ما عجزنا عن تحقيقه على مدار 12 عامًا.