لماذا العملية؟
أراد قادة الاحتلال تحقيق إنجاز يكسر عين غزة بعدما كسرت غزة عيونهم، من خلال عملية استخباراتية معقدة، ثم للظهور أمام جمهورهم بأنهم أقوياء وأبطال، ولتحسين شروط أي صفقة تبادل أسرى، وللتغطية على فشلهم في اعتقال الفدائي أشرف نعالوة منفذ عملية أركان في الضفة الفلسطينية، والذي يشغل بال الدولة الصهيونية منذ 50 يوماً وكلفهم جهداً ومالاً كثيراً إضافة إلى أنه أضر بهيبة الجيش الصهيوني، فإذا بهم يقعون في شباك غزة.
هل نجحت العملية؟ الإجابة لها وجهان متناقضان:
ثمة نظرية في العرف الأمني الصهيوني يقول بأن عدم النجاح 100% يعني فشلا، حتى لو كان مستوى الفشل 1%، فالنجاح مقترن بضوابط أهمها عدم كشف المجموعة التي نفذت العملية، وعدم وقوع أي عضو في المجموعة سواء جريحاً، أو قتيلاً، أو أسيراً، حتى لو تمكنت المجموعة من تنفيذ مهمتها، وبما أن القوة الخاصة الصهيونية تم كشفها ومطاردتها وقتل ضابطها وجرح بعضهم، فإن الإخفاق كان حليف المجموعة، رغم أنها اغتالت قائد بحجم الشهيد نور الدين بركة.
الدروس المستفادة من العملية:
صحيح أن الحدث مؤلم في بدايته عند استشهاد 7 من خيرة مقاتلي شعبنا، لكن سننظر إليه من زاوية أخرى، زاوية الايجابيات انطلاقاً من قول الله (عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم):
_إن اكتشاف المقاومة للقوة الخاصة الصهيونية جنبنا الدخول في جولة جديدة وساخنة من الاتهامات المتبادلة بين الاطراف الفلسطينية، حول من فعل هذا ولماذا؟
_ إن المقاومة جاهزة في الميدان على مدار الساعة، وإن صعوبة الحال في غزة لم يفت في عضد رجالها، وإن التسهيلات الحياتية العاجلة والآجلة لم تجعلهم يتراخون عن أداء واجبهم الوطني، وما حدث منذ بدء هذه الجولة يؤكد ذلك من دقة الصواريخ إلى ضرب الباص الصهيوني بصاروخ "كورنيت" موجه ودقيق.
_قذف الرعب في قلوب الأعداء بفعل وقوع قتيل وجرحى بينهم ،وكنا نتمنى أن يكون منهم أسرى جدد لدى المقاومة.
_هذه الحادثة أخرست ألسنة المنافقين الذين ادعوا وأذاعوا أن غزة قد باعت ورهنت سلاحها بالدولار.
_ رسالة للأنظمة التي تهرول للتطبيع مع الاحتلال _بحجة أن موازين القوى في صالحه_ بأن غزة وعلى رغم ضيق ذات اليد في القدرات العسكرية، إلا أنها شوكة في حلق الاحتلال، فلا هو راغب في بلعها، ولا هو قادر على لفظها.
بقى القول أنه من الواضح جدا أنً المطلوب من هذا السجال هو أن يثبت كل طرف للآخر أنه فعلاً لا يريد أن يراه آمناً مطمئناً، فلا الاحتلال يريد الحرية والكرامة لغزة، ولا غزة ترغب ببقاء هذا الكيان المسخ على أرض فلسطين.