فلسطين أون لاين

​رصاصة متفجرة أعاقت قدرة وسيم شمالي على إعالة أسرته

...
غزة_أدهم الشريف:

لم يعد الشاب وسيم شمالي، قادرًا على التنقل بحرية كما كان من قبل، وليس باستطاعته العمل وتوفير قوت أسرته، بفعل إصابته برصاصة إسرائيلية وضعت حدًا لقدرته على الحركة.

وحوّلت الرصاصة المتفجرة الشاب البالغ من العمر (25 عامًا) والذي كان يعمل نجارًا، إلى أسير عكازيْن طبييْن لا يستطيع الحركة دونهما.

وأصابت رصاصة أطلقها قناص إسرائيلي صوب وسيم؛ أسفل مفصل الركبة بالساق اليمنى، أثناء مشاركته في مسيرات العودة وكسر الحصار، شرق مدينة غزة في 14 سبتمبر/ أيلول الماضي.

"لم أعرف ما الذي جرى من حولي، أصابتني حالة تشنج لم أشعر بها من قبل بعد أن اخترقت الرصاصة جسدي" يقول وسيم لـ"فلسطين" عن اللحظة الأولى لإصابته.

ولأن الرصاصة كانت من النوع المتفجر المحرم دوليًا والمعروف بقدرته على إتلاف مكان الإصابة ومحيطها، فقد سببت تهتكًا شديدًا في العظم والأنسجة والأوردة الدموية عنده.

ويقول وسيم "بعد الإصابة نقلني مسعفون إلى مستشفى الشفاء مباشرة، وهناك أجرى الأطباء عمليات جراحية لتفادي بتر الساق".

وفي غضون ذلك، بدأت محاولات الحصول على تحويلة طبية للعلاج خارج قطاع غزة، وزاد إصرار وسيم على السفر للعلاج بعدما أخبره الأطباء في مجمع الشفاء الطبي بصعوبة علاجه بغزة.

غير أن هذا لم ينجح، وطرأت مضاعفات على مكان الإصابة بعد ستة أيام، واسود لونها، وخرجت منها روائح كريهة، كما يقول.

وعندما لاحظ الأطباء حاله الجريح وسيم، حذروه من الانتظار أكثر لإجراءات التحويلة الطبية، خشية امتداد التلف إلى أعلى ساقه، فقرروا بترها بموافقته من أسفل الركبة.

وعلى إثر هذا، أصابت الشاب حالة اكتئاب ولم ينبس ببنت شفه، لأكثر من أسبوعين، ولاحقًا بدأ يتأقلم مع إصابته حتى أكمل علاجه في مجمع الشفاء وغادره بعد 30 يومًا ليبدأ رحله علاج جديدة.

"الإصابة غيرت مجرى حياتي ومعالمها.. كنت أتنقل بحرية وفي أي مكان وزمان، لكن الآن لا أتحرك إلا بعكازين" قال وسيم وبدا آسفًا.

وأضاف "كنت واقفًا قرب السياج، ولم أفعل شيئًا عندما أصابتني الرصاصة".

ويطل جنود الاحتلال ببنادق قناصة من وراء تلال رملية عالية تقع خلف السياج الفاصل بين غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 48.

وكان مئات الآلاف شاركوا في سلسلة فعاليات قرب السياج على طول الحدود الشمالية والشرقية للقطاع الساحلي البالغ مساحته 365 كيلو متر مربع، وانطلقت أولى هذه الفعاليات في 30 مارس/ آذار الماضي، التاريخ الذي أحيا فيه الفلسطينيون الذكرى الـ42 ليوم الأرض.

ويتساءل وسيم عن السبب الذي يدفع جنود الاحتلال لإطلاق الرصاص المتفجر على متظاهرين سلميين لم يشكلوا خطرًا، سوى أنهم احتجوا على حصار استمر ما يزيد عن 12 سنة، وطالبوا بحقهم بالعودة إلى اراضيهم التي تحتلها (إسرائيل) منذ 70 سنة.

ويبدو الشاب الذي يعيل زوجته وابنين وبنتين، مستعدا للمشاركة مجددًا وسلميًا في مسيرات العودة، رغم ما حل به من ضرر سيبقى ملازمًا له طيلة حياته.

لكنه ما زال يحمل همّ أسرته بعدما فقد قدرته على العمل نجارًا في السابق، وبيع الفواكه أيضًا، بينما تزيد تكلفة العلاج من أعبائه بعدما اضطر إلى استلاف ما يزيد عن 1500 دولار منذ إصابته حتى اليوم، كما يقول.

ويحرص وسيم على المجيء إلى منظمة المساعدات الإنسانية "أطباء بلا حدود"، بانتظام من أجل العلاج الطبيعي، والحصول على بعض الأدوية والمسكنات التي يستطيع توفيرها.