فلسطين أون لاين

​التطبيع مع الاحتلال.. يخالف حتى "مبادرة السلام العربية

...
التطبيع ليس جديدًا لكنه كان يتم عبر السنين تحت الطاولة
تونس-غزة/ نبيل سنونو:

وفود احتلالية إسرائيلية رسمية ورياضية تصول وتجول في عواصم عربية في خطوة يُنظر إليها شعبيًّا على أنها "مُحرَّمة"، لكن دولًا عربية ماضية في التطبيع، بما يخالف حتى ما تعرف بـ"مبادرة السلام العربية".

وتشترط المبادرة التي أقرتها القمة العربية في بيروت سنة 2002، قبل التطبيع، التوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه وفقًا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 وقبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من يونيو/ حزيران 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة وتكون عاصمتها شرقي القدس المحتلة.

كما تشترط الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري وحتى خط الرابع من يونيو/ حزيران 1967، والأراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان.

ومقابل ذلك، تنص المبادرة على عد "النزاع العربي الإسرائيلي منتهيًا، والدخول في اتفاقية سلام بينها وبين (إسرائيل) مع تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة".

ويقول رئيس جمعية أنصار فلسطين التونسية د. مراد اليعقوبي: إن هذه المبادرة نفسها خطوة في اتجاه التنازلات، فضلًا عن أنها تنازل غير مبرر.

ويضيف اليعقوبي لصحيفة "فلسطين" أن الجميع يعلم أن هذه المبادرة بطبيعتها ستجلب تنازلات أخرى من ورائها، وأن التعويل عليها من أجل ما يسمى "السلام العادل والشامل" "خرافة" باعتباره لا يكون بهذا الشكل بل بضمان الحقوق الفلسطينية وإيجاد توازن قوي وبرنامج وطني وليس "برنامج خضوع وتنازل".

ويرى أنه ليس مستغربًا من الأنظمة التي تتطبع مع الاحتلال هذا التنازل لأنها تعرف أن هذه المبادرة "متماشية مع الصهاينة".

ويعتقد اليعقوبي أن هذه "التنازلات منطق تقوم عليه هذه الأنظمة التي تريد أن تفرغ من القضية الفلسطينية لأنها أصبحت عبئًا عليها من وجهة نظرها ولا تستطيع أن تقدم العون للشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه"، مؤكدًا أنه لا يرجى من تلك الأنظمة موقفًا يحقق حقوق الشعب الفلسطيني.

من جهته يقول الناشط في حركة مقاطعة (إسرائيل) عادل البربار: حتى الشروط التي وضعتها المبادرة العربية لا تلبي الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية، مضيفًا في الوقت نفسه أنها "لم تعد قائمة".

ويضيف البربار لـ"فلسطين" أن ما يحصل الآن هو "هرولة تطبيعية" من دول عربية مع (إسرائيل) بدون شروط مسبقة وتقوية التحالف مع الأخيرة ومع الولايات المتحدة.

ويصف البربار ذلك بأنه "انبطاح أسوأ حتى من التطبيع ويصل إلى مرحلة الخيانة" حسب تعبيره.

وينبه إلى أن التطبيع ليس جديدًا لكنه كان يتم عبر السنين تحت الطاولة وسريًّا، لكنه خرج إلى العلن عبر الزيارات الرسمية على نحو لم يشهد له مثيل.

لكنه يعتقد أن الشعوب العربية حتى الآن ترفض هذه الزيارات والتطبيع.