فلسطين أون لاين

​بالصور:: "كيوت كاندي" باقات ورد وعرائس من سكاكر

...
يجمع اشتيوي –وفق قوله- أفكارًا عديدة ورسومات مختلفة
غزة/ أسماء صرصور:

البداية كانت صندوقًا كرتونيًّا، يجوب فيه شوارع مدينة غزة ليبيع أنواعًا مختلفة من السكاكر، وتطورت مسيرته منذ ثلاث سنوات فحسب، ليتجول في الشوارع ذاتها، ترافقه عربة ذات أربع عجلات، يزينها الجلي والمارشيملو وأنواع أخرى من السكاكر، لكن هل توقفت الحكاية عند بيع السكاكر دون ابتكار؟

سكاكر غير تقليدية

أسامة اشتيوي (25 عامًا) خريج كلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية، وطالب في تخصص مساعد صيدلي بجامعة بوليتكنك فلسطين، لم يكتفِ بعربته وسكاكره التقليديين لينشر الحلوى في أرجاء مدينته، بل قرر الخروج من الصندوق، وطوّر فكرته، ليقدم باقات ورد وعرائس وأشكالًا مبتكرة من السكاكر في مشروعه "كيوت كاندي".

يقول اشتيوي: "وأنا أتصفح الإنترنت لفت نظري مواقع أجنبية تقدم أشكالاً جذابة من السكاكر (الجلي والمارشيملو)"، مشيرًا إلى أنه بارعٌ جدًّا في الرسم، فقرر أن يجمع بين الأشكال التي يراها عبر الإنترنت ورسوماته ليقدم السكاكر بأسلوب جديد.

هنا انتقل اشتيوي من بيع السكاكر والجلي بالطريقة التقليدية، وهي أن يجوب الشوارع وينادي على بضاعته، ويبيعها بشواكل معدودة بنظام المفرد، ولاقت فكرته صدى جميلاً وتقبلها من حوله، ورويدًا رويدًا بدأ اشتيوي يصنع اسمه في عالم السكاكر بتصميماته الجميلة.

وبطبيعة الحال إن الوضع الاقتصادي السيئ الذي يمر به قطاع غزة بسبب حصار الاحتلال الإسرائيلي جعل انتشار مشروع "كيوت كاندي" بطيئًا، لكنه راضٍ عن تقدمه حتى هذه اللحظة، ويسعى إلى تطويره، ويتمنى أن يجد من يحتضن فكرته ويساعده على افتتاح محل خاص به.

بدأ اشتيوي الترويج لفكرته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة موقعي (فيس بوك) و(إنستغرام)، وتصميم بطاقات دعائية له، يوزعها في أماكن متعددة، مشيرًا إلى أن الغالبية العظمى ممن يتعاملون معه في شراء السكاكر بأشكالها الجديدة هم من الفتيات.

أسعار في متناول الجميع

ولما كان الجلي والمارشيملو وأنواع السكاكر كافة ليست مرتفعة الثمن؛ فهذا ساعده كثيرًا على ألا يكون الشكل النهائي للهدية غالي الثمن، بل يناسب جميع شرائح المجتمع الغزية على اختلاف أحوالها المادية، فأسعاره تبدأ من واحد شيكل للقطعة حتى أقصى حد خمسة وثلاثين شيكلاً، إن كانت الهدية كبيرة، وكل هذا حتى لا يخسر زبائنه، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية.

ويجمع اشتيوي –وفق قوله- أفكارًا عديدة ورسومات مختلفة، ويستثمر موهبته في الرسم، ليبتكر أشكالاً لهدايا السكاكر، يبين أنها تتنوع ما بين شخصيات الرسوم المتحركة، وباقات الورد، وكل ما يمكن أن يطلبه منه أي زبون، وكانت آخر طلبية صممها تبعًا لرغبة صاحبتها قنبلة من السكاكر.

وكأي مشروع في بدايته، يعاني اشتيوي من قلة رأس المال، والتعب من مشيه متجولاً بالعربة المتحركة مسافات طويلة لبيع منتجاته، لكن قلة ذات اليد تمنعه من افتتاح محل يستقر فيه، ويخفف عنه مشقة التنقل بالعربة من مكان إلى آخر.

واشتيوي مثله مثل أي خريج في قطاع غزة يبحث عن فرصة عمل، حتى لا يمد يده للناس، ويتسول رزقه، لكنه قرر ألا يقف عاجزًا، ويضع يده على خده ويبكي سوء الأحوال الاقتصادية، بل سعى لضيق الوضع المادي لأسرته ببيع السكاكر والمكسرات منذ ثلاث سنوات.

لربما رافقه الخجل والخوف من نظرات الناس، لكنه دائمًا ما كان يجيب برد جاهز ومعد مسبقًا: "ما باليد حيلة، ولا القعدة"، وهو ما يثير استغراب الكثير من الناس، لكنه لا يهزّ شعرة في رأس اشتيوي، فحاله أفضل من حال كثير من الخريجين.