وثقت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، اعتداءات إسرائيلية متكررة ومتصاعدة خلال شهر أكتوبر/ تشرين أول، ضد المقدسات والرموز الدينية الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس المحتلة.
وسجلت الهيئة في تقريرها، أمس، اعتداءات إسرائيلية متصاعدة بحق المسجد الأقصى المبارك، والإجراءات التعسفية أمام أبوابه، والاعتداء ضد الأملاك المسيحية عبر قوانين هدفها تهويد عشرات الأملاك المسيحية المملوكة لكنائس القدس، والاستيلاء على أراضي الفلسطينيين، وبناء المشاريع الاستيطانية، وتزوير المنهاج الفلسطيني، ومحاولة فرضه على المدارس الفلسطينية في المدينة المحتلة.
وأشارت إلى إبعاد سلطات الاحتلال 11 مواطنا عن المسجد الأقصى في يوم واحد، شملت موظفين في دائرة الأوقاف ومقدسيين، لمدد تراوحت بين 15 يومًا و6 أشهر.
وذكرت أن آليات الاحتلال هدمت منشأة تجارية في بلدة حزما شمال شرق القدس، ومنزلًا في منطقة السياح في جبل المكبر جنوب شرق المدينة، بحجة عدم الترخيص، وأجبرت سلطات الاحتلال عائلة كوازبة على هدم منزلها في حي بيت حنينا تفاديًا للغرامات الباهظة.
وبحسب التقرير فقد سيطرت مجموعات من المستوطنين بحراسة مشددة من قوات الاحتلال على عقار فلسطيني في سلوان يتضمن منزلين تبلغ مساحة كل منهما 120 مترًا مربعًا، بالإضافة إلى قطعة أرض كبيرة.
وكشف أن وزيرة القضاء في حكومة الاحتلال أييليت شاكيد، تعمل على قانون يستهدف مصادرة أراضٍ تابعة للكنيسة الأرثوذكسية في القدس المحتلة، بادعاء "حماية" مبانٍ أقيمت فيها، وأن البطريركية "باعت هذه الأراضي لمقاولين إسرائيليين".
بالإضافة إلى هذا القانون أعدت عضو الكنيست الإسرائيلي راحيل عزاريا، مشروع قانون يسمح بتأميم أراضٍ مملوكة للكنيسة استُؤجرت من الكنيسة في خمسينيات القرن الماضي، ونقلت إلى "ملكية الدولة".
وخلال الشهر الماضي صادقت سلطات الاحتلال على مشروع توسيع الطريق الالتفافي "رقم 60" الذي يربط مدينتي القدس والخليل المحتلتين، وسيؤدي المشروع لمصادرة آلاف الدونمات، من الأراضي المحيطة بالطريق، حيث يصل عرض الطريق لنحو 100 متر.
وقدمت مجموعة من الجمعيات والشركات الاستيطانية، مخططًا استيطانيًا لبناء عدد من الأبراج السكنية مكان منازل فلسطينية في حي الشيخ جراح وسط القدس المحتلة، بزعم ملكيتها هذه الأرض، وقد حاولت المؤسسات الاستيطانية إخلاء 11 عائلة فلسطينية من الحي، بحجة ملكية يهود هذه العقارات قبل عام 1948.
ووقعت وزارة "البناء والإسكان" في حكومة الاحتلال وبلدية مستوطنة "معاليه أدوميم" على اتفاق يقضي بتنفيذ مخطط لبناء نحو 20 ألف وحدة استيطانية في المستوطنة.
"عين العاصفة"
وفي السياق، أكد المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب، أن الاحتلال يضع المسجد الأقصى وكل مرافقه وأسواره في مهب خطر الهدم.
وقال أبو دياب، في تصريح، أمس، إن سلطات الاحتلال تسعى لتهويد القدس، ولذلك هي تعمل تحت الأرض، وتحديدا أسفل ومحيط المسجد من خلال الحفريات وسحب الأتربة والصخور لكي تبقى المعالم الإسلامية المهمة بما فيها الأسوار معلقة بالهواء، مضيفا أنه فوق الأرض تُترك لعوامل الطبيعة والزمن لهدمها.
وأكد أن هذه الأسوار أصبحت فارغة ومعلقة بالهواء نتيجة سحب كل ما هو أسفلها، كما أكد أن الاحتلال يخطط للانقضاض على المسجد الأقصى لهدم سور البلدة القديمة الذي يدلل دلالة واضحة على هويتها العربية والإسلامية.
وأشار إلى أن الاحتلال يمنع منظمة اليونسكو والمختصين والمهنيين والمؤسسات المختصة من معرفة ما يحصل أسفل الأرض.
ولفت الباحث أبو دياب إلى أن "الفكرة الصهيونية" هي هدم المسجد الأقصى وإقامة "الهيكل" المزعوم، وهذا ما دعت إليه دولة الاحتلال قبل قيامها، وتسخر كل إمكاناتها لهذا الغرض.
ولم يستبعد أبو دياب أن يلزم الاحتلال نفسه بتغيير حجارة السور ليضع بصمات وحضارة مزورة بهدف خلط الأوراق التاريخية في هذه المنطقة، مؤكدا أن المسجد الأقصى والبلدة القديمة في "عين العاصفة"، والاحتلال يعمل ليلا ونهارا على تقويض هذا المعلم المهم الذي يدلل على هويته الحقيقية.