لا يزال الطبيب عماد الدين المصري طريح الفراش، غير مدرك لمن حوله، ولم ينطق بكلمة واحدة منذ العثور عليه مغمى عليه بعد اختطافه والاعتداء عليه من قبل مسلحين، الأسبوع الماضي في مدينة رام الله، وفقًا لزوجته "نور".
واتهمت عائلة الطبيب المصري وقت اختطافه، وزير الصحة في حكومة الحمد الله جواد عواد بالوقوف وراء الحادثة، لاسيما وأنه اقتيد قبل يوم واحد للاختطاف لمكتب الوزير ذاته في رام الله، وجرى حينها توجيه الإهانة له وتهديده أمام عواد وعدد من مدراء الوزارة.
ولم تكن حادثة اختطاف الطبيب المصري من مدينة خان يونس والمقيم في رام الله منذ سنوات، الأولى في مسلسل الاعتداء عليه، حيث جرى اعتقاله قبل نحو عام وتعريض حياته للخطر، عدا عن تعطيل وصول سيارة الإسعاف إليه، بسبب اعتصام أقامه برفقة عائلته دعما لغزّة ورفضا للعقوبات المفروضة عليها من قبل السلطة.
وكشفت عائلته عن مكالمة صوتية مسجلة لشخص مجهول، جرت من تلفون مكتب وزير الصحة، وتم تهديده خلالها، وفي وقت لاحق اقتادوه مجبرا بسيارتهم الخاصة إلى وزارة الصحة وبالتحديد إلى مكتب الوزير.
وأكدت العائلة التطاول على ابنها الطبيب بأبشع الشتائم والألفاظ النابية، و تهديده بالمساس بحياته وفصله من الوزارة أو نقله قسرا إلى قطاع غزة.
وتقول زوجته لـصحيفة "فلسطين": إن محاولات حثيثة تجري لنقل زوجها إلى المتابعة الصحية خارج الضفة الغربية المحتلة، متوقعة أنّ تكون الوجهة إلى المملكة الأردنية، أو مستشفيات قطاع غزة حيث ذووه وأقاربه.
وتؤكد أن زوجها يعيش حالة صحية سيئة للغاية، فهو فاقد للذاكرة بشكل جزئي، ولا يعرف كل الأشخاص من حوله، لافتة إلى أن طبيبًا للأعصاب قدّر أن الحالة التي يعيشها زوجها من المتوقع أن تكون نتيجة لحقنه بمادة مخدرة، أو صعقه بالكهرباء.
وفندت زوجة الطبيب المصري كافة ادعاءات وزير الصحة ومكتبه المشيرة إلى عدم علاقته بحادثة اختطاف زوجها والاعتداء عليه، وقالت: "لمن أراد الحقيقة والتحرير الدقيق عليه مراجعة كاميرات وزارة الصحة، وكيف اقتاد البلطجية زوجي، وادخلوه لمكتب الوزير".
وأشارت إلى أن زوجها هدد مباشرة ممن حول وزير الصحة، وأخبروه قبل اختطافه "عش حياتك، وابق في منصبك بوزارة الصحة، واترك غزة وأهلها، ولا تعترض على القرارات المتخذة بحقها في قضية خصم الرواتب، والتحويلات الطبية".
وقضت محكمة رام الله العام الماضي، بسجن المصري، لمدة ثلاثة أشهر ضمن قانون الجرائم الإلكترونية، بسبب منشورات له عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تدعم قطاع غزّة، وترفض عقوبات السلطة بحق موظفيها من خصومات وقطع للرواتب وإحالة للتقاعد المبكر.
وشكلت حالة الاعتداء على الطبيب المصري قضية رأي عام، لما تعكسه حالة الحريات في الضفة الغربية، وقمع الأصوات المنادية برفع العقوبات المفروضة على قطاع غزة ومساندته في ظل المحنة التي يعيشها منذ عدة سنوات.
وطالبت شخصيات برلمانية وحقوقية بضرورة التحقيق في حادثة اختطاف الطبيب المصري والكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة، وضمان حرية المواطنين في التعبير عن رأيهم في القضايا الحياتية والوطنية.