فلسطين أون لاين

​الكسور والأفاعي والخنازير مخاطر تواجه مزارعي الزيتون

...
قلقيلية/ مصطفى صبري:

لا يسلم المزارع الفلسطيني في موسم قطف ثمار الزيتون من الأخطار المحدقة به، سواء المتعلقة بأمنه الشخصي أثناء تسلقه أشجار الزيتون، أو الزواحف، أو مخاطر الاحتلال كإطلاق الخنازير البرية.

فالكسور في الأطراف جراء السقوط فجأة من الأغصان المرتفعة ظواهر تتكرر في كل موسم، ويعاني المصاب آلامًا شديدة لنقله مسافات بعيدة من البيارات إلى المستشفى.
م. مازن شنطي (24 عامًا) كُسر كاحله أثناء قطفه الزيتون في أرضهم بقلقيلية، وسيخضع لعملية في أحد مشافي الاحتلال تصل كلفتها إلى 40 ألف شيقل.
والده د. وليد الشنطي قال: "نقطف الزيتون للحفاظ على الشجرة المباركة، إلا أن الأغصان لم تكن قوية، فسقط ابني عنها، ليُسكر كاحله".
مدير دائرة الزراعة في محافظة قلقيلية م. أحمد عيد، أكد أن المخاطر التي تلحق بالمزارعين في حقولهم تتعدد كالسقوط من السلالم أو الأغصان، مشيرًا إلى أن أغصان الأشجار الكبيرة ضعيفة لا تتحمل وزن الشخص الواقف عليها.

ولفت إلى أن أغلب الإصابات في الأطراف وبعضها في الرأس وفي منطقة البطن، والمزارع أثناء إصابته في مناطق بعيدة عن الطرق المعبدة تكون رحلته محفوفة بالمخاطر، موضحًا أن هناك أخطار الخنازير البرية والزواحف الي تلدغ المزارعين، خاصةً في الأراضي الواقعة خلف الجدار.

أما المزارع مهدي داود ويملك أرضًا في قرية قيره قرب دير استيا، قال: "أنا لا أخشى الكسور والسقوط، إلا أن الخنازير البرية الضخمة والأفاعي فهذه يصعب التعامل معها فهي داخل الحقل وتهاجم بشراسة".

وأشار إلى أنه لا يكون لدى المزارع أي وسيلة حماسة سوى تسلق الأشجار، كون الخنازير لا تستطيع تسلقها، ويبقى معلقًا حتى تملّ انتظاره وتذهب.

أما الأفاعي فهي كابوس –وفق داود- نخاف منه ونحاول تجنبه قدر الإمكان وفي حال حدوث عملية لدغ تكون الكارثة لنا؛ فالمشافي بعيدة عنا بل الطرق بعيدة عنا لكي ننقل الشخص الملدوغ.

وبين أن هذه معضلة لكل المزارعين الذين يحاولون تأمين سلامتهم بوسائل بدائية منها حرق الاعشاب حتى تهرب كل الزواحف واستخدام أنواع من المبيدات وأحذية جلدية طويلة "الجزمة"، وعدم الجلوس بالقرب من أكوام الحجارة التي تختفي أسفلها الزواحف من أفاعٍ وعقارب.

يشار إلى المشافي الفلسطينية كل عام تستقبل المئات من المزارعين المصابين في حوادث متعددة؛ أثناء قطفهم الزيتون في الأراضي البعيدة والطرق الوعرة، إضافة إلى اعتداءات المستوطنين عليهم.