فلسطين أون لاين

​الضغط على الزوجة للتخلص من نفقات الطلاق.. أين موقعه شرعاً؟

...
غزة - فاطمة أبو حية

نظراً للتكلفة المالية العالية التي تترتب على الطلاق فيكون الرجل مُلزما بدفعها لزوجته لكونه هو الطرف الراغب في إنهاء الحياة الزوجية، فإن بعض الرجال يلجؤون للضغط على المرأة بطرق مختلفة لدفعها نحو التنازل عن حقوقها، فقد يتركها معلّقة أو يحرمها من أبنائها أو يستخدم أي وسيلة أخرى تكون نتيجتها أن ترى الزوجة أن الخيار الوحيد المتبقي أمامها بدون أي بدائل هو التنازل عن حقوقها التي أثبتها لها الشرع.. ويقع الطلاق بهذه الطريقة، ولكن هل هذا التصرف من الرجل جائزٌ شرعا؟

استخدامٌ تعسفي

ويقول الداعية عمر نوفل: "في مجتمعنا الكثير من المعلقات، والسبب الأول الذي يدفع بعض الرجال لتعليق زوجاتهن هو الحقوق المالية للمرأة المترتبة على الطلاق، إذ يرغب الرجل في إنهاء الحياة الزوجية، لكن التكلفة المالية تثنيه عن التطليق"، مضيفا: "الحقوق المالية ثابتة للمرأة من الناحية الشرعية, إذا كان الطلاق بناء على رغبة الرجل وليس بطلب منها".

ويتابع في حديثه لـ"فلسطين": "تعليق الزوجة من باب الضغط عليها للتنازل عن حقوقها غير جائز، بل يتعين على الرجل أن يدفع لها كل حقوقها الثابتة دون أن يستخدم حقّه في الطلاق بطريقة تعسّفية لما في ذلك من ضرر على المعلّقة"، مذكّرا بقول الله تعالى في كتابه الكريم: "وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه".

ويوضح نوفل: "توصل الزوجين لحلٍ ودي للطلاق أمرٌ لا بأس به، ولو تنازل أحد الطرفين عن جزء من حقوقه من خلال هذا الاتفاق فلا مانع شرعا في ذلك، حيث (الصلح خير)، والواقع يشير إلى أن التوصل لاتفاق هو أقصر الطرق وأفضلها ويغني عن اللجوء للمحاكم, الأمر الذي قد يمتد لسنوات"، مشيرا إلى أن المقصود بالآية الكريمة: "فلا جناح عليهما فيما افتدت به" ما تتنازل عنه المرأة لتأخذ طلاقها.

الإكراه النفسي

ويبيّن أن: "الأصل في الاتفاق أن يكون برضا الطرفين، لكن الاتفاق يمكن أن يتم تحت إكراه نفسي أو إكراه مُلجئ، فإذا كان بإكراه نفسي بحيث تشعر الزوجة بظلم ولكنها تقبل به من أجل إتمام الطلاق فهذا صحيح شرعا وقانونا، ولكن الإكراه الملجئ هو الذي يكون تحت التهديد، كالتهديد بالقتل مثلا، وهذا غير صحيح من الناحية الشرعية، ولو تنازلت المرأة عن حقّها بهذه الطريقة فإن الحق يبقى في ذمة الزوج ولا يسقط عنه".

ويلفت نوفل إلى أن: "الأصل في الحياة الزوجية أن تقوم على التقوى، وأن كل طرف يتقي الله في الطرف الآخر، وقد قال تعالى: (يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم)، أي التقوى يجب أن تكون موجودة حتى في الطلاق وفي اللحظات الصعبة التي يمر بها الزوجان".