فلسطين أون لاين

​أيها الوالدان .. احذروا فالشدة تزيد عناد الأطفال

...
غزة/ نسمة حمتو:

هناك تباين في الأساليب التي يتبعها الوالدان في التربية، وهذا يعود إلى مستوى النضج والوعي لديهم، ونمط التربية الذي تربوا عليه، وقناعاتهم حول الأسلوب الأنسب للتربية، وهناك من الأهالي من يتبعون أساليب صحيحة وسليمة في التربية؛ تعتمد أساساً على التفاهم والحوار والمعاملة الحسنة واستخدام أساليب تربوية سليمة في التعامل مع أخطاء الأبناء من أجل تعديل سلوكهم وإكسابهم سلوكيات جديدة.

القسوة والشدة

الاختصاصي النفسي والاجتماعي إياد الشوربجي، قال: إنه في المقابل نجد البعض وبأساليب مختلفة لديهم قناعات خطأ، وتعاملهم في أسلوب التربية سيئ؛ نتيجة الصراعات والخلافات الأسرية التي يعيشونها، ما يجعلهم يتبعون أسلوب القسوة والشدة والغلظة في التعامل مع الأبناء سواء أخطؤوا أو لم يخطئوا.

وأضاف: "فنجد هنا أن الأب أو الأم دائمي الصراخ والتوبيخ، وينعتون الأبناء بعبارات سيئة "كأنت غبي، متخلف، أنت سيء"، بالإضافة إلى استخدام العنف الجسدي والحرمان من المصروف، أو الخروج من المنزل، أو الحبس، وغيرها من الأساليب الخطأ".

وأفاد الشوربجي أن الآباء يهدفون من خلال هذه الأساليب لتعديل السلوكيات الخطأ أو تعليمهم سلوك جديد، لافتاً إلى أنهم يريدون الأبناء قالبًا أو صورة طبق الأصل عن الوالدين ولكن بأسلوب القسوة والحدة.

إضعاف الثقة

وتابع قوله: "البعض يعتقد أن أسلوب القسوة والشدة والضرب يخلق الرجال الذين يتحملون الشدائد"، مؤكداً أن استخدام هذه الأساليب يترك آثارًا تدميرية خطيرة على شخصية الطفل.

ونبه الشوربجي إلى أنه من الناحية النفسية يضعف ثقة الأطفال بأنفسهم بحيث يصبح لديهم تقدير متدنٍ للذات، كما يشعرون بالقلق الدائم والخوف من الاستقرار.

وأوضح أنه من الناحية الاجتماعية يصبح هناك سوء تكيّف مع المحيط الأسري مع الأصدقاء ومع الآخرين والعزلة والانطواء وضعف العلاقات الاجتماعية والانسحاب.

وبيّن أنه من ناحية انفعالية يصاب الطفل بعدم الاتزان الانفعالي وسرعة الاستثارة والغضب والخوف الدائم، مشيراً إلى أنه من الناحية السلوكية ربما يميل هؤلاء للأسلوب العدائي نتيجة التسلط عليهم وعدم الانضباط.

أسلوب اللين

وبين أنه من الناحية الدراسية سيكون هناك تراجع في المستوى الدراسي وضعف التركيز والانتباه وتتأثر الشخصية سلبيًّا، وربما تتطور هذه المشكلات وتصبح أكثر حدة على المستوى البعيد.

أما فيما يتعلق بالنصائح المقدمة في هذا الجانب، قال: "يولد الأبناء أشبه بالصفحة البيضاء وتتولى التربية عملية بناء شخصياتهم في جوانبها الجسمية والنفسية والعقلية والاجتماعية والأخلاقية".

وأضاف: "وتتأثر كثيرًا شخصية الأبناء بأسلوب التربية المتبعة، فلا يولد طفل ولديه مشكلات نفسية أو سلوكية أو اجتماعية وإنما تتولد هذه المشكلات نتيجة سوء التعامل والتربية، ولذلك ينبغي على الوالدين أن يتبعوا سياسة تربوية واضحة قائمة على الاحترام والتفاهم والحوار واستخدام أسلوب اللين والتلطف في التعامل مع الأبناء".

وتابع قوله: "كذلك لا بد من التعامل بأسلوب الحكمة في التعامل معهم فعندما يخطئ الطفل يمكن للوالدين أو أحدهما أن يتعامل بهدوء مع الموقف ويوضح للطفل طبيعة الخطأ الذي ارتكبه وأن هذا التصرف غير مقبول، وعليه أن لا يكرره مرة أخرى، وأن يعطيه الأسلوب الصحيح في التعامل مع الموقف الخطأ".

الفروق الفردية

وأوضح أنه عند تعليم الطفل أسلوبًا جديدًا ينبغي أن يكون بالتدريج وأن يراعي الوالدان الفروق الفردية والقدرات على الاستيعاب أو مدى استجابة الطفل، قائلاً: "ولا بد أن يكون أسلوب العقاب تربويًّا، فمثلاً إذا تكرر خطأ الطفل فيمكن للوالدين أن يبينوا للطفل أن هذا الخطأ قد تكرر، وأنه يستحق العقاب، وليكن حرمان الطفل من الأشياء التي يحبها على أن لا يمس ذلك الأشياء الأساسية كالطعام والشراب".

ونبه إلى أنه يمكن تقليص المدة الزمنية للعب أو حرمانه من اصطحابه لزيادة الأقارب أو عدم إعطائه الأجهزة الزكية أو عزله عن أشقائه لمدة معينة حتى لا يتكرر الأسلوب الخطأ.

وأكد أنه لابد أن يدرك الوالدان أن أسلوب الغلظة أو الشدة سيترك أثرًا بالغًا في شخصية الطفل، وربما يمتنع الطفل عن السلوك في المنزل ولكن سيمارسه في مكان آخر.