فلسطين أون لاين

​تحريض النساء ضد أزواجهن.. بوابة المشاكل وسوء العلاقة

...
غزة - هدى الدلو

في جلسات نسائية غالبًا ما تجد نساء وظيفتهن في الاجتماع النسوي التحريض ضد عائلة الزوج، وخاصة على الأزواج أنفسهم، على أساس أنهم لا يقدرون قيمة ما تصنعه النساء، لتقع بذلك الخلافات بين الأزواج، فهذا التحريض هو حالة سلبية تنقل من خلال اللغو والحديث بين النساء لتسبب حالة من إعياء الأفكار وحرف مسار العلاقة القائمة بين الزوجين.

الاختصاصي النفسي زهير ملاخة قال: "بعض النساء يعشن في أكناف تربية متنازعة أو متفككة، فتسمع نقمة الأم أو الأب على بعضهما، فيكون ذلك أحد أسباب تحريضها المتواصل لنساء أخريات، أو قد تجد الزوجة نفسها بين أكناف زوج أهملها ويسيء التعامل معها، مما يؤثر على محتوى تفكيرها، فتصبح تحمل نظرة سوداوية في ظل عادات وظروف المجتمع التي تفرض عليها قيودًا في التحرر من خيارات خطأ".

وأضاف: "فتبدأ بإسقاط تلك المشاعر على الآخرين بوصايا خطأ، أو تدخل بشئون الغير، أو تحريض سلبي يعكر صفو الأسرة ومسؤولية الزوجة تجاه بيتها وزوجها، حتى يتحول تفكير البعض بسبب المتغيرات الخارجية من تعاون ومحبة وحياة مشتركة ومتكاملة الأدوار، ومن رسالة حياة بالأبناء ونجاح في خلق التميز بما يخص الزوجين ورسالتهما، إلى تفكير يتسلل عبر وسوسة بعض الأشخاص من ذوي التجارب السلبية أو الأطباع السيئة، فيصبح التفكير يتجه نحو الأنانية، أو نحو عدم تقدير الآخرين لها من الأسرة".

وأوضح ملاخة أن الصراع يبدأ، ومعه ردود الأفعال والأعذار وسقطات الأفكار واللسان سواء بالمعايرة أو الندية أو التخصيص بعد أن كانت الحسابات والحياة واحدة، ومن هنا تبدأ حبات العقد تنفك تدريجيًا لتحل الفوضى والضنك والفتور في البيت، ولتنشأ الصراعات والمشاكل التي حتمًا ستلقي بظلالها على الأولاد وحياة الأسرة.

"يجب أن نتنبّه ونضع حدًا لعلاقاتنا بحسن الاقتناع والانتماء لأهدافنا حتى لا يغزوها أو يشكك بها أحد، وبذلك نقطع على الآخرين أي كلام أو تدخل أو حديث قد يؤثر بالسلب ويتعارض مع جمال الإنسان ودوره الأخلاقي"، وفق حديثه.

وتابع ملاخة حديثه: "لذلك الوعي وحسن التنبه ومراقبة الزوج لزوجته والعكس، ودور الأسرة في التوعية وتشكيل النموذج الحسن من أنفسهم أمام أبنائهم، والتسلح بالمهارات والقدرات، وتشكيل المفاهيم الحياتية الإيجابية وقدرتنا على تحديد علاقاتنا وفهم الأشخاص الذين يعيشون معنا وقدرتنا على احترام خصوصية حياتنا وحياة الآخرين".

وبين أهمية دور الزوجين في التعامل مع بعضهما البعض بحكمة واعتدال دون إفراط ولا تفريط وأن يلتزما ويعيا حقوق وواجبات بعضهما، والتسلح بالإيمان والحب والقيم ومراعاة مخافة الله ومعرفة عواقب الأشياء دنيويًا وأخرويًا، فذلك كفيل بأن يعدل من سلوك وطباع وصفات الآخرين القاصرة.

ونصح بضرورة الابتعاد عن كل ما يعكر الصفو من أشخاص أو متغيرات أخرى كالغزو الفكري والتأثر ببعض المسمومات سواء كانت عاطفية، أو التأثر بمواقع الإنترنت والانقياد لأفكار هدامة تعزز معاني سلبية وصفات وتدفع بالفرد للتفكير خطأ، فمثلًا كثير من الآفات تنتقل إلينا من خلال تعاملنا الخطأ سواء مع مشاكلنا أو مع علاقتنا بالغير، أو نسمح لأنفسنا بالتأثر بالعالم الافتراضي الذي يحمل كثيرًا من عدم المصداقية، وبث الأهداف المسمومة عبر مجموعاته وقنوات تواصله التي نستمع لها أو نشارك فيها.