فلسطين أون لاين

​إسماعيل رفض أن يكون "عريس" الدنيا فزُفَّ إلى الآخرة

...
صورة أرشيفية
غزة/ نسمة حمتو:

مع نسمات الفجر الأخيرة ذهب إلى المسجد، وجلس في إحدى زواياه، تناول كتاب الله وجلس يقرأ سورة الكهف في يوم الجمعة، ثم دعا الله طويلًا بأن يرزقه شهادة تَسُرُّ أهله، فهو لم يكن يتمنى في حياته شيئًا سوى أن ينال الشهادة، وعلى الرغم من أن والدته كانت تطلب منه في كل مرة بأن تُزوجه، فقد كان يرفض باستمرار حتى لقي الله بقلبٍ أبيض طاهرٍ.

حلم الشهادة

الشهيد محمد إسماعيل الذي سطع اسمه في جمعة "انتفاضة القدس"، ذلك الشاب الباسل القوي الذي اقتحم السلك الزائل، واشتبك مع جنود الاحتلال الإسرائيلي من نقطة صفر، فكان له ما تمنى وهي الشهادة التي لطالما حلم بها.

حاتم إسماعيل شقيق الشهيد محمد قال لـ"فلسطين" عن شقيقه: "منذ زمن وأخي يتمنى الشهادة، فمنذ بدأت مسيرات العودة كان يذهب كل جمعة ويكون في الصفوف الأولى، وعلى الرغم من أن الله أكرمه وبنى بيتًا له، وكانت والدتي تبحث له عن عروس، ففي كل مرة كان يرفض ويسعى للشهادة".

الوداع الأخير

وأضاف: "في يوم استشهاده رأيته في المسجد في صلاة الفجر، كان يجلس هادئًا جدًا، ويقرأ سورة الكهف، كان مبتسمًا، فمن يرى هذه الابتسامة الهادئة الرزينة على وجهه يعلم أن خاتمته ستكون بالصالحات".

وتابع قوله: "قبل ذهاب محمد لمسيرة العودة تناول طعام الغداء في المنزل، وسلم على أهلي، وغادر المكان، وفي كل مرة كان يقول بأنه يريد فقط أن يستشهد، هذا كل ما يتمناه، وفي هذه المرة نال ما تمنى بفضل الله".

الشهيد محمد إسماعيل المعروف بين أصدقائه وأهله بأنه طيب القلب، وخجول، وهادئ، ويحب مساعدة غيره، كان دائمًا في الصف الأول في المسجد، ولا يتأخر عن الصلاة أبدًا، كان يحفظ القرآن الكريم واستطاع أن يحفظ عدد كبير من أجزائه.

عنوانه المقاومة

وأشار إسماعيل إلى أن شقيقه كان عاملًا بسيطًا، لا يعرف طريقًا للمشكلات، إلا أنه رغم ذلك كان يحب المقاومة جدًا، ويتمنى من الله في كل يوم أن يحقق أمنيته، قائلًا: "كان محمد من المؤيدين للجهاد بوسائله كلها، سواء بالسلاح أو بالعلم أو حتى بالقلم، وما جعلنا أكثر صبرًا وثباتًا بعد فراقه أنه فعلًا كان يتمنى الشهادة ونالها".

وأضاف: "ما زادنا فخرًا هو ما تحدث عنه المشاركون في مسيرات العودة عندما أخبرونا أن محمد اقتحم السلك الزائل، ووصل إلى جنود الاحتلال، وحاول هو وزملاؤه خطف أحد جنود الاحتلال الإسرائيليين، منذ صغره وهو يحقد على الاحتلال ويتمنى أن يكون شهيدًا يفخر الناس به".

ومضى بالقول: "ما فعله محمد وأصدقاؤه أثبت للجميع أن المقاومة رمز الفخر والقوة، وبها فقط نستطيع استرداد حقوقنا، بها نستطيع أن نحقق مطالبنا التي سلبها منا المحتل، وبها سنعود بإذن الله إلى أراضينا المحتلة ونقهر العدو الإسرائيلي".