فلسطين أون لاين

​الاعتماد على الذات فطرة عززها لدى طفلك

...
غزة - صفاء عاشور

تعدّ صفة الاعتماد على الذات عند الأطفال من أكثر الصفات التي يود الوالدان أن يزرعاها في أطفالهم منذ الصغر، إلا أنه لتعزيز هذه الصفة التي يولد بها الطفل منذ بداية حياته يجب اتباع العديد من الأساليب التربوية التي تقوي هذه الصفة وتجعلها دائمة عند الطفل حتى عندما يكبر.

خبير التنمية البشرية د. مؤمن عبد الواحد أوضح أن الاعتماد على الذات أمر فطري في البداية ثم يصبح مكتسبًا، حيث يقال عند الباحثين في الجينات إن هذه الصفة إن كانت موروثة فهي تفقد بعد مدة معينة من عدم الممارسة على أرض الواقع.

وقال في حديث لـ"فلسطين" :" صفة الاعتماد على الذات حتى لو كانت عند الطفل منذ ولادته إن لم تُنَمَّ فيه من خلال تفاصيل حياته اليومية فإنها تذبل وتموت وينتهي هذا السلوك".

وأضاف عبد الواحد :" الطفل منذ الصرخة الأولى لحياته يطلقها بنفسه, واعتماداً على ذاته، وكذلك عملية الرضاعة التي يعتمد فيها على نفسه, فهو يكتسبها بالفطرة، وغيرها الكثير من الأمور التي يعملها الطفل وتكون موجودة عنده بالفطرة".

وأردف:" كما أن في مراحل حياة الطفل الأولى يبدأ الطفل بمحاولة الاعتماد على نفسه بدءًا من حمل المصاصة وحده، أو المشي وحده، حتى لو كان سيقع فإنه يجب تركه بشرط عدم إلحاق الأذى بنفسه، ولكن المساعدة المتوافرة دائماً ستجعله بلا شك شخصًا اتكاليًّا".

وبين عبد الواحد أن أي مساعدة للطفل يمكن القيام بها ولكن بالحد الأدنى مع تشجيعه بالكلمات والتصرفات، كالقول له: أنت قوي وقادر حتى لو كان الطفل لا يدرك هذه الأشياء أو المصطلحات إلا أنها ستزرع فيه الثقة في النفس مع تكرارها أكثر من مرة.

ونبه إلى أنه في مرحلة دخول الطفل إلى الروضة، فإنه يجب تعزيز التصرفات التي يمكن أن يقوم بها الطفل وحده، كالذهاب والرجوع من الروضة وحده أو مع بعض أصدقائه، مع تعزيز هذا التصرف ببعض الكلمات التي تصف الطفل بالبطولة والقوة.

ولفت عبد الواحد إلى ضرورة عدم إسراع الأم في حل جميع المشاكل التي يواجهها طفلها في الروضة مع زملائه وأقرانه، وضرورة الطلب منه بمعالجة الأمر بنفسه مع مساعدته على إيجاد حلول للمشاكل وتعليمه كيفية تطبيقها.

وأشار إلى أنه على الوالدين اتباع أسلوب التخيير مع الطفل في جميع تفاصيل الحياة وليس فرض أمر واحد معه، مثل تخييره في موضوع الطعام، واللباس، ومواعيد النوم بحيث تكون متقاربة، مبينًا أن هذا الأسلوب سيجعله يعتاد على اتخاذ قراراته وتحمل المسئولية بعدها.

وتابع عبد الواحد: "وفي حال لم يعرف الطفل ماذا يختار وطلب المشورة، فيمكن للأب أو الأم أن يساعده بحيث يضعان أمامه أفضل الخيارات ليختار بينها ما هو مناسب، وبالتالي فهو يتعلم بهذا الأسلوب الاعتماد على الذات وفي الوقت ذاته، تحمل مسئولية القرار الذي اتخذه".

وأفاد أن التنشئة الصحيحة هي من تصنع شابًا سويًّا وصحيحًا وصاحب قرارات سليمة، ومن ينشأ على القدرة على اتخاذ قرار مع مشاركة أفراد الأسرة وليس وحده بل بمشاورة الجميع حتى يصل للقرار السليم فإنه لن يواجه المشاكل عندما يكبر.

واستدرك: "ولكن يجب عند اتباع أسلوب التخيير مع أفراد الأسرة أن يكون القرار متنوعًا بين الإخوة والوالدين، وأن يؤخذ بقرار واحد فقط لأحد منهم، مع الابتعاد عن تغليب رأي أو قرار طفل بعينه، حتى لا يصبح هذا الطفل فيما بعد أنانياً لا يحب إلا نفسه وليس لديه الاستعداد لمساعدة أي طرف على حسابه".