فلسطين أون لاين

​يمكن استخدامه في قطاعات مختلفة

حرب.. صنع روبوتًا لحمل الأشخاص والمعدات

...
غزة/ هدى الدلو:

في أثناء وجوده في أحد النوادي الرياضية وصعوده على آلة المشي، راودته فكرة ابتكار روبوت مهمته حمل الأفراد ونقل الأجسام الثقيلة لمسافات طويلة، واللافت أن الوضع السائد في غزة الذي أقل ما يمكن وصفه بأنه "مأساوي"، ولا يدفع بأحد أو يشجعه على القيام بشيء، أو حتى التفكير خارج الصندوق، ولكن الشاب الغزي لديه طاقة على تحدي الظروف والأوضاع الغزية وحصار الاحتلال الإسرائيلي الذي يخيم عليها منذ سنوات عدة، وسعى نحو فكرته من أجل تنفيذها بإمكانات بسيطة، ومعدات خفيفة.

الشاب محمد حرب (21 عامًا) من سكان مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، حاصل على شهادة الدبلوم من هندسة الطاقة البديلة "الطاقة الشمسية" من كلية فلسطين التقنية، تمكن من اختراع "روبوت" حامل للأفراد ومتعدد الأغراض والاستخدامات يشبه جهاز "السكوتر".

وقال: "يعدُّ هذا الروبوت من الأدوات التي يمكن أن يخدم قطاع الدفاع المدني والقطاع الصحي، لكونه قادرًا على حمل الأفراد والأجسام والمعدات ذات الأوزان الثقيلة والسير بها لمسافات طويلة، بدلًا من العناء والتعب الذي قد يثقل كاهل الأشخاص".

ورغم ضعف الإمكانات والمعدات المستخدمة في عمل الروبوت، إلا أن الشاب حرب لا ينفك عن تطويره والعمل على متابعته بشكل مستمر، وأشار إلى أن ذلك لم يأتِ من فراغ بل بعد بحث حثيث وجمع للمعلومات.

وأوضح حرب أن فكرته التي جاءت عن طريق الصدفة خلال ممارسته للرياضة، قرر عمل روبوت مخصص للسير لمسافات محدودة ولكنها طويلة، ولكن المميز في هذه الآلة أنه يعمل لا سلكيًّا، وعبر التحكم من الشخص الذي بداخله.

وبين أن آلية عمله استغرقت نحو أربعة أشهر، تخللها جمع للمعلومات والبيانات التي من شأنها أن تخدمه في تنفيذ الفكرة، إلى جانب عمله على تجميع الأدوات والمعدات والذي استغرق بعض الوقت، ومن ثم انتقل إلى مرحلة الخوض بتجارب عملية حتى وصل إلى الشكل الحالي للروبوت.

ومن التجارب التي أجراها خلال ذلك الفترة، أنه جر سيارة وسيارتين باستخدام الروبوت، للتأكد من تمكنه حمل الأوزان الثقيلة، إضافة إلى معرفة المسافات التي يمكنه الوصول إليها، واختبار قدرته على السير لمسافات طويلة.

وتابع حرب حديثه: "ومن مميزات الروبوت أن لديه القدرة على حمل وجر ما يقارب 180- 200 كيلوغرام، والتحرك بكل سهولة وبدرجة 180 درجة، كما يمكن التحكم فيه من خلال الهاتف المحمول، وقيادة الروبوت دون وجود سائق، أي يُتحكم فيه بجهاز لا سلكي، ومزود بكاميرا مراقبة مثبتة أمام الجهاز".

ولفت إلى أنه بلغت تكلفته المادية للروبوت ما بين 600-700 دولار، ويأمل أن يكمل مسيرته في العمل على تطويره، لتتسع دائرة خدمته لقطاعات مختلفة، إلى جانب العمل على تغيير شكله الخارجي والعمل عل تحسينه.

وعن العقبات التي واجهته، أوضح حرب أنها تمثلت في نقص المعدات والقطع الإلكترونية وعدم وجودها في قطاع غزة بفعل الإغلاق المستمر للمعابر بسبب حصار الاحتلال الإسرائيلي المفروض على القطاع ومنع دخولها، ما دفعه للبحث عن قطع بديلة لإتمام بمشروعه، وبفعل غياب الخبرات العلمية التي يمكنه الاستعانة بها لخدمة مشروعه.

ويطمح إلى أن ينقلب حال غزة للأفضل، حتى تتوافر له الإمكانات المادية التي تؤهله لفتح خط إنتاج لعمل روبوتات تخدم قطاعات مختلفة، وخاصة القطاع الصحي، بحيث يتمكن الروبوت في المناطق الحدودية -التي يصعب على المسعفين الوصول إليها- الدخول لإسعاف الجرحى، وغيرها من المجالات.