فلسطين أون لاين

​متابعة الصفحات المشبوهة ومشاركة محتواها حرام شرعًا

...
صورة أرشيفية
غزة/ نسمة حمتو:

يجهل الكثير من الشباب مدى خطورة بعض الصفحات المشبوهة في مواقع التواصل الاجتماعي، التي ترمي إلى تشتيت الصف الفلسطيني وزرع الضغينة والكره بين أبنائه، ولخطورتها قد تسوقهم إلى العمالة وإحداث البلبلة في الشارع الفلسطيني بين الشباب، فما رأي الشرع في زيارة هذه الصفحات والتعليق على محتواها والإعجاب به؟

الصفحات المشبوهة

الشيخ الداعية عدنان حسان بين أن الصفحات المشبوهة في مواقع التواصل الاجتماعي نوعان: الأولى أخلاقية تسيء إلى الإسلام وآدابه، بنشر المحرمات والصور الإباحية، والثانية الصفحات التي لا أصل لها، وغالبًا تكون صفحات أمنية يكون هدفها تضليل الشباب.

وفيما يتعلق بحكم متابعة النوع الأول من هذه الصفحات نبه حسان إلى أنه لا يجوز للمسلم أن يتابعها، لأنها إما أن تحث على رذيلة أو ضياع الفضيلة والأخلاق بين أبناء المسلمين، لذلك يحرم مشاهدتها على النساء والرجال، ويأثم من يتابعها، وعليه أن يتوب إلى الله (عز وجل) ويستغفر.

بث الفتنة

وكذلك لا يجوز متابعة الصفحات المشبوهة التي تنتشر بكثرة في مواقع التواصل الاجتماعي، كحسابات الناطقين باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أو المنسق، وغيرها من الصفحات التي ترمي إلى بث الفتنة في المجتمع الفلسطيني، وإحباط الشباب، وتحريضهم على الفوضى والفلتان، حسبما بين حسان، الذي أكد أنها صفحات تتعلق بالجانب الأمني لإلحاق الشباب بالعمالة وتبعدهم عن قضيتهم الرئيسة، وهي تحرير البلاد والعباد من سطوة الاحتلال.

أضاف: "حتى إنه لا يجوز التعليق عليها ولا المشاركة فيها بأي وجه من أوجه المشاركة، إذ إن هذه الصفحات تديرها مؤسسة متخصصة في إزاحة الشباب عن قضيتهم الأصلية فلسطين".

ونبه حسان إلى أن هؤلاء الخبراء يدرسون النفسيات التي تتابع، ويتعرفون إلى نقاط الضعف لديهم، وبذلك يوقعونهم في حبائل العمالة التي في النهاية تدمر الشباب، وتقضي على النسيج المجتمعي في فلسطين.

عدم التعليق

ونصح الشيخ الداعية الشباب وكل من يتابعون هذه الصفحات دائمًا بالابتعاد عنها، وعدم التعليق الجاد ولا الساخر عليها، لأن هذه الصفحات هدفها واضح، تضليل الشباب وحرفهم عن طريق المقاومة وقضايا بلادهم.

ولدى سؤاله عن الشباب الذين ينشرون محتوى هذه الصفحات من أجل التوعية والتحذير من مخاطرها أجاب: "حتى لا يجوز نشر هذه المقاطع من باب التحذير، لأنها تفتح باب المفسدة عند الشباب لمتابعتها، فالأولى التحذير بصفة عامة منها، وكتب روابطها للحذر منها، أما أن ينشر منها مقاطع ويقصد بها التوعية فإن كل ممنوع مرغوب، وهو ما سيدفع الكثير من الشباب إلى متابعتها بحجة تحذير الناس منها، الأولى العمل على منعها وتوعية الشباب خطورتها".

واقع الشباب

وبين حسان أن بعض الشباب يتباهون بمحتوى هذه الصفحات، ويؤكدون صحته رغم جهلهم مدى خطورة هذا المحتوى، وكيف يمكن أن يؤثر في واقع الشباب بغزة، لاسيما في الأوضاع الصعبة التي يعيشون فيها.

تابع قوله: "هناك بعض النفوس المريضة التي تستغل هذا المحتوى في نشر الفتنة بين الشباب بغزة، وتحرضهم على عدم الرضا بالأمر الواقع، وهذا كله يسبب البلبلة، ويزيد من حالة عدم الاستقرار التي يعيش فيها الشباب".