فلسطين أون لاين

​حلم الشهادة يتحقق للعروقي من على بُعد 2 كيلومتر

...
صورة أرشيفية
غزة/ صفاء عاشور:

رغم أنه لم يكن قريباً من السياج الفاصل ولم يكن على مرأى جنود الاحتلال الإسرائيلي إلا أن النية الصادقة والدعوة المستجابة كانت هي السبب وراء استشهاد الحاج إبراهيم العروقي (78 عاماً).

العروقي الذي لديه ابن وابنة وحفيدة شهداء كان دائم الدعاء لله بأن يحقق له أمنيته بأن يستشهد، أمنية لطالما كان يطلب من المحيطين به بأن يدعو بها له، لعل الله يستجيب لأحدهم فيتحقق ما يريده.

محمد العروقي ابن الشهيد تحدث لـ"فلسطين" عن آخر لحظاته مع والده قبل استشهاده، وقال: "كنت أنا ووالدي بصدد القيام بزيارة إحدى قريباتنا في مستشفى الشفاء وتوجهنا لإيقاف سيارة أجرة لإيصالنا من مخيم المغازي للمستشفى في مدينة غزة".

وأضاف:" وقفنا على الطريق العام والذي يبعد أكثر من 2 كيلو متر عن السياج الفاصل لنفاجأ بسماع إطلاق نار قوي وحدوث انفجارات في كل مكان، حتى هرب جميع الموجودين في المكان للاحتماء من إطلاق النار".

وأردف: "وبعد ثوانٍ من حدوث إطلاق جنود الاحتلال الإسرائيلي النار نظرت إلى أبي فوجدته ملقى على الأرض ينزف دماً بكثافة، لأكشف عنه ملابسه وأفاجئ بإصابته برصاصة في ظهره وصلت قلبه".

وأوضح العروقي أنه حاول نقل والده لمستشفى شهداء الأقصى ولكنه لفظ الشهادة في السيارة ليصل إلى المستشفى شهيداً، لتتحقق أمنية والده التي كان دائماً ما يطلبها من الله في حركاته وسكناته.

وأكد أنهم فرحين لاستشهاد والدهم وتحقيق أمنيته، حتى أنه قبيل خروج الحجاج لبيت الله الحرام طلب من أحد الأقارب المسافرين للحج الدعاء له على صعيد عرفة بأن يكتب له الشهادة وحمّله إياها أمانة في عنقه.

وبين أنه بعد استشهاد والده قال له هذا الحاج إن:" والدك استشهد في نفس المكان الذي أوقفني فيه وطلب مني أن أدعو له على جبل عرفة الدعاء له بالموت شهيداً"، لتحقق أمنيته بإرادة الله وحده.

ولفت العروقي إلى أن والده كان دائم المشاركة بمسيرات العودة الكبرى وأنه لم يتقاعس عن الذهاب إليها في كل الجمع السابقة، مشيراً إلى أنه حتى في أيام مرضه كان يذهب هناك تحمله روح الشباب وحلم العودة إلى بئر السبع.

ونبه إلى أنه لم يتوقف يوماً عن الحديث عن بئر السبع التي خرج منها وعمره سبع سنوات وأنه أخفى عموداً كان موجوداً بجوار منزله، وأنه سيعود ليخرجه ويعيده إلى مكانه بعدما يتحقق حلم العودة وتحرير فلسطين.

واستدرك:" إلا أن والدي بعد أن بلغ منه الكبر كان دائماً ما يقول لي أنتم الشباب محظوظون ستكونون شاهدين على تحقيق حلم العودة وستعودون إلى الأرض التي خرجنا منها مجبرين، ولكنكم ستعودون أحراراً مسحلين بالقوة وبالإيمان".

وذكر الابن أن أمنية والده تحققت ولحق بأخيه الشهيد والذي استشهد في 2012 كما لحق بأخته وابنتها اللتين استشهدتا في أحد الاجتياحات سنة 2006، آملاً أن يتقبله الله شهيداً في الجنان.

وأوضح أن الحزن بعد استشهاد والده ليس حزن الموت والفقد بل ألم الفراق والغياب الذي سيخلفه والده بعد استشهاده، مؤكداً أن الجميع سعداء لكرم الله واستجابته لدعوة والدهم وتحقق أمنيته بالشهادة.

وكان الشهيد إبراهيم العروقي استشهد برصاص قوات الاحتلال شرق مخيم المغازي بعد إصابته بالرصاص يوم الثلاثاء الماضي، بعد أن فتحت دبابات الاحتلال نيران أسلحتها الرشاشة تجاه الأراضي الفلسطينية، مما أسفر عن استشهاده بعد إصابته برصاصتين.