فلسطين أون لاين

​اتهامات خطأ ملصقة بالتسنين

...
غزة - مريم الشوبكي

من أصعب المراحل التي تمر على الأطفال هي مرحلة التسنين، وهي من أصعب الأوقات على الأم أيضًا، حيث يصاحب بروز الأسنان تغيير في مزاج الرضيع واضطرابات النوم، وبكاء نتيجة الألم، ويترافق مع هذه المرحلة بعض الأعراض الجانبية مثل الإسهال وارتفاع درجة الحرارة البسيط.

وفي بعض الأحيان تظهر علامات رشح وآلام في الحلق وحكة في الأذنين، والجدات تربطها بالتسنين، فهل فعلا ظهور الأسنان له علاقة مباشرة في الحالة المرضية المصاحبة لها؟

أصعب المراحل

استشاري طب وأعصاب الأطفال د. محمد أبو ندى بين أن بروز الأسنان من أصعب المراحل التي تمر في حياة الطفل، وتبدأ ما بين الخمسة إلى ستة أشهر، وأول أعراضها سيلان اللعاب "الريالة"، وعض الطفل لأصابعه أو أي شيء تقع عليه يده.

وأوضح د. أبو ندى لـ"فلسطين" أن بعض الأعراض الخفيفة تصاحب التسنين منها ارتفاع حرارة الطفل لنصف درجة مئوية من نصف يوم أو يوم كامل، مع إسهال يمتد لأقصى حد ليومين فقط، مع تورم اللثة وانتفاخها.

ولفت إلى أن ربط ارتفاع درجة الحرارة الشديد والإسهال الذي يمتد لثلاثة أيام ويزيد بالتسنين هو اعتقاد خطأ لدى بعض الأمهات وكثير من الجدات، بل على العكس هذه الأعراض تستدعي التوجه مباشرة إلى طبيب أطفال مختص لتحديد سبب الحرارة والإسهال.

وأشار استشاري طب وأعصاب الأطفال إلى أن مرحلة التسنين بدؤها يختلف من طفل لآخر حسب طبيعته الجسمانية، فهناك أطفال يبدؤون التسنين مبكرًا ويتأخرون في المشي، وهناك العكس يبدأ المشي، وبعد بلوغه العام يبدأ بروز الأسنان.

فيتامين "د"

وأكد أن بروز الأسنان مرتبط بتوافر كمية كبيرة من الكالسيوم وفيتامين د في جسم الرضيع، وتدني نسبته يؤخر تسنين الطفل وكذلك قدرته على المشي أيضًا.

ولفت د. أبو ندى إلى أن اعتماد الأم على الرضاعة الطبيعية فقط دون منح الطفل مكملات غذائية لا يسرع في التسنين، لأن حليب الأم يحتوي على كميات قليلة من فيتامين د.

وذكر أن منظمة الصحة العالمية أوصت بإعطاء الطفل جرعات من فيتامين د عند بلوغه الشهرين حتى عمر العامين، سواء كان يعاني من نقص في فيتامين د أم لا، بمعدل نقطتين يوميًّا.

وأشار د. أبو ندى إلى أن التسنين مرحلة تحمل في طياتها بعض التغيرات من إسهال وارتفاع حرارة جسم الطفل طفيفًا، مع حكة في الأذنين ورشح، وذلك لأن مناعة الطفل تضعف في هذه المرحلة فيسهل مهاجمته بالأمراض الفيروسية كالنزلة المعوية.

وقال إن خطورة الإسهال تحدده الأم، من خلال ملاحظتها بأن تبرّز طفلها غير معتاد، ولونه وسماكته قد تغيرت عن اللون الأخضر الخفيف السائل نوعًا ما بسبب التسنين.

وبين استشاري طب وأعصاب الأطفال أن مرور ثلاثة أيام على إسهال الطفل يستدعي زيارة الطبيب، تفاديًا لدخول الطفل في مرحلة جفاف نتيجة فقد السوائل والأملاح، ما يؤثر في أعضائه الداخلية.

أغذية مكملة

وعن الأغذية التي تساعد في نمو أسنان الرضيع، نصح الأم بمواصلة الرضاعة الطبيعة مع إعطائه نقطتين من فيتامين د، وبعد بلوغه الستة أشهر عليها إدخال الأغذية تدريجيًّا المهروسة منها كالجزر والكوسا والبطاطا الحلوة وتستمر لمدة شهرين، ولا حرج في إطعامه اللبن الدسم ما بين 1.5 إلى 3%، لأن اللبن كامل الدسم لا تستطيع معدة الرضيع هضمه.

وبين د. أبو ندى أنه يمكن للأم أن تعطي طفلها الموز والتفاح المهروسين، وفي عمر التسعة أشهر تدخل الكبدة والكفتة في طعامه.

وأوضح أنه لتخفيف آلام التسنين يمكن إعطاء الطفل الخضار القاسية كالجزر والخيار بعد وضعها في الثلاجة لأن البرودة تخدر اللثة وتخفف الألم، أو إعطائه العضاضة بعد وضعها في الثلاجة ليضغط بها على أسنانه مع ضرورة غسلها جيدًا وتعقيمها دائمًا.

ولا ينصح د. أبو ندى بإعطاء الطفل "اللهاية" لما لها من أضرار على الأسنان وتشويهها، فهناك خلاف كبير حول مدى صحة ملاءمتها للأطفال.