فلسطين أون لاين

​إياد الشاعر أوصى أمّه بالزغردة عند سماع خبر استشهاده

...
صورة أرشيفية
غزة/ صفاء عاشور:

صغير السن لم يُنهِ عقده الثاني بعد، فرصاصة من جندي الاحتلال الإسرائيلي أوقفت عداد الحياة لديه، الشهيد إياد الشاعر (18 عاماً) كان كغيره من شباب قطاع غزة الغيورين على الوطن، المحبين للتضحية بحياتهم من أجل الأرض وتحقيق حلم العودة.

إياد الشاعرذلك الشاب الذي منذ أن بدأ بالمشاركة في مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار لم يتوقف عن قول أمنيته ورجائه من الله بأن يجعله من الشهداء، ورغم معارضة أمه وأبيه وإخوته الكبار إلا أن إرادته كانت أقوى من الجميع.

أم هشام الشاعر والدة إياد أكدت أنه شارك في مسيرات العودة الكبرى منذ الجمعة الأولى لها في 30-3-2018، لافتةً إلى أنه ذهب في معظم أيام الجمع التي كان يدعى إليها، باستثناء مرة أو مرتين لظروف قوية منعته.

وقالت في حديث لـ "فلسطين": إن "إياد كان في كل مرة يخرج للمشاركة في المسيرة ويذهب إلى مخيمات العودة، وبالقرب من السياج الفاصل يوصيني ألا أبكي عليه إن استشهد، وأن أزغرد وقت سماع خبر استشهاده".

وأضافت الشاعر: "كنت أظن أنه يمزح وأنه سيعود مثل كل مرة كان يعود فيها في الجمع السابقة والتي كان يذهب فيها دون أن يستشهد، ولكن صدق نيته ورغبته بأن يكون شهيداً حققها له الله سبحانه وتعالى".

وبينت أنه في الجمعة الثامنة والعشرين والمعنونة بـ "جمعة انتفاضة الأقصى" والأخيرة له في المنزل، تناول طعام الغداء بعد صلاة الجمعة، وانتظر قليلاً ثم خرج من المنزل، لافتةً إلى أنه تحايل عليها حتى لا تمنعه من الذهاب لمسيرة العودة، وخرج من المنزل بحجة أنه سيقف على ناصية الشارع قليلاً ليقابل بعض الأصدقاء.

وأشارت إلى أنها بعد أن تأكدت من ذهابه لمخيمات العودة، طلبت من أخيه الأكبر منه الذهاب لجلبه والعودة به إلى المنزل، خاصة أنه يستمع لكلام أخيه نظراً لقربه الشديد منه وحبه الكبير له.

ساعة مرت كأنها دهر على قلب أم إياد، فالذهاب إلى مخيم العودة شرق مدينة غزة يحتاج لبعض الوقت، وفي أثناء انتظار عودة إياد مع أخيه الأكبر، فوجئت بابنها الكبير وهو يتصل على هاتفها النقال ويخبرها أنه وجد أخاه ولكنه وجده "شهيداً".

أما والده أبو هشام الشاعر فقال: "كان إياد معتادًا على الذهاب لمسيرات العودة الكبرى رغم محاولات منعي أنا ووالدته له، ولكن لم يكن يسمع كلام أي أحد منا، وكنت أعتقد أنه سيرجع مثل كل مرة، ولكن هذه المرة لم يعد حيًّا بل عاد شهيداً"، ثم لم يعد والد الشهيد قادرًا على إضافة أي حرف جديد في المقابلة لأن البكاء سيطر عليه، فغادرناه داعين له أن يربط الله على قلبه.

ووفق آخر إحصائية صدرت عن وزارة الصحة الفلسطينية، أعلنت فيها أن الإجمالي النهائي لأحداث الجمعة السابعة والعشرين من مسيرات العودة وكسر الحصار على شرق قطاع غزة وصل حتى لحظة كتابة القصة إلى سبعة شهداء، منهم طفلان، وإصابة 506 مواطنين بجراح مختلفة، وحوّل 201 مواطن إلى المستشفيات، ومن الإصابات 90 إصابة بالرصاص الحي، وثلاث حالات وصفت بالخطيرة والحرجة جدًا.