فلسطين أون لاين

​"الكلمة الطيبة" تزيد المحبة وتزرع السرور

...
صورة أرشيفية
غزة/ نسمة حمتو:

الأصل في الإنسان المسلم أن يتكلم كلمة طيبة وأن تكون دائماً حاضرة في لسانه فالرسول الكريم قال: "الكلمة الطيبة صدقة"، والله تعالى يقول لنبيه: "ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك"، وهي تبين أهمية اختيار الكلمات المناسبة للحديث، والله يقول: " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ".

تربية صالحة

الشيخ الداعية عدنان حسان قال: "الكلمة الطيبة تعكس تربية صاحبها وأخلاقه؛ فكلما ارتقى بالعلم والمعرفة والدين ارتقى قاموسه، فرسولنا الكريم قال: "حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذّب الله ورسوله" فلا يستطيع من يتحدث بهذا الكلام إلا من كان عنده علم ودين".

وأشار إلى أنه من آثار هذه الكلمة أن صاحبها يكون لينًا، ومحبًا للأصدقاء ومن حوله، ومحبوبًا منهم، لأنه مصدر خير وتفاؤل لهم، مؤكداً أن الكلمة الطيبة تساعد على الإقناع وتزيد من فرص التقبل لها وهي ترفع النزاع والجدال وهي تعكس صورة رائعة عن المتحدث وأخلاقه ودينه وثقافته.

وأضاف: "لذلك نوصي دائماً الحجاج أن يكونوا سفراء، وينقلوا ثقافة أهل غزة بين الحجيج، كذلك الكلمة الطيبة تستطيع أن تغير حال العدو فقد تجعله يميل عن الصراع، أو تنزع فتيل الحرب للسلم، أو الحزن للفرح".

مكارم الأخلاق

وأفاد حسان أن الكلمة الطيبة كذلك تجني ثوابًا وأجرًا عظيمًا للأشخاص، والله جل وتعالى يجازيه على ذلك أجرًا عظيمًا، مضيفاً: "رسولنا الكريم قال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".

وتابع قوله: "على الإنسان أن يكون كلامه مريحا للنفس وللسامع؛ ما يجعل له أثرا عظيما في الود والاحترام في المجتمع، هناك الكثير من الكلمات الطيبة التي تؤثر في النفس، على غرار "من فضلك، لا أراكم الله مكروهًا، لن أنسى فضلك، السلام عليكم"، وهي تترك أثرًا كريمًا وتؤثر في النفوس".

وأكمل قوله: "والنبي الكريم يقول: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه".

اتقوا النار

وأشار إلى أن الإنسان قد يتكلم بكلمة يظن أنها سهلة ولا يلقي لها بالًا ولكنها عند الله عظيمة، قائلاً: "عن أبي موسى الأشعري قال قلت يا رسول الله أي المسلمين أفضل فقال: "من سلم المسلمون من لسانه ويده".

ونبه إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال: "وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا من حصائد ألسنتهم"، مستشهداً كذلك بقول الرسول: "اتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة".

وأكد حسان أن الكلمة الطيبة شعبة من شعب الإيمان لقول الرسول الكريم "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت"، وقوله كذلك: "ومَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ".