فلسطين أون لاين

"الخزعبلات" مرض تخلص منه بالتوكل على الله

...
غزة - نسمة حمتو

الخرافة هي فكرة قائمة على مجرد الخيال، دون وجود أي سبب عقلي أو منطقي مبني على العلم أو المعرفة، ولذلك هذا الاعتقاد ارتبط بشعوب منذ القدم، وهي إرث تاريخي تناقلته الأجيال، فقد تكون هذه الخرافة دعوة من أمور دينية أو ثقافية أو اجتماعية أو قد تكون أحيانًا شخصية.

الطيرة والتشاؤم

الشيخ الداعية عدنان حسان قال: "قديماً في بعض البلاد كانت تلصق العروس قطعة من العجين على باب منزلها لرد الفأل السيئ عنها أو الحسد، حتى وصل الأمر ببعض السائقين أن يعلقوا حذاءً في السيارة أو خرزة زرقاء لحمايتها من الحسد، فيما يستخدم البعض خيوط الصوف كعلاج لآلام المفاصل وحفظ الجسد من الحسد".

وأضاف: "وكانوا في القدم يقولون "أبو رجل مسلوخة" لتخويف الأطفال، وما ساعد على نشر هذه الخزعبلات هو الجهل وضعف الوازع الديني، وكذلك الاحتلال، والاستعمار للبلاد الإسلامية، كي يحدثوا حالة من الخوف والهلع بين صفوف البلاد المحتلة، كي تخشى هؤلاء العرافين".

ونبه حسان إلى أن كل هذه القصص مرتبطة بخيالات من السحر وكلها كانت موجهة لجيل الأطفال؛ لأنه إذا تم القضاء على هذا الجيل استطاع المحتل البقاء في البلاد سنوات عديدة.

وتابع قوله: "فالخرافة كالخرزة الزرقاء أو الحبل الذي يلف على معصم الرجل، هذه أفعال غير صحيحة وغير جائزة شرعًا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الطيرة والتشاؤم".

ابتزاز الناس

ومضى حسان بالقول: "كانت العرب قديماً عندما يخرج أحد من بيته إذا رأى غراب يتشاءم، وهذا من الخرافات التي انتشرت بين الناس والمجتمعات، وهي تندثر ويزول أثرها إذا انتشر العلم بين المجتمع، كما أن قوة الوازع الديني هي من تحارب مثل هذه الأمور".

وأشار إلى أن هذه الخزعبلات كانت منتشرة كثيرًا في حقبة الثمانينات، ولكن مع العلم وانتشار الدعاة أصبحت معروفة لدى الجميع وتراجع الناس عن استخدامها فهي أقدار بيد الله تعالى.

وقال: "لكن الإشكالية أن بعض المشعوذين والسحرة الذين يبتزون الناس في أموالهم هم من يسلكون هذه المسلكيات، ويدّعون أن الإنسان محسود أو لديه مس شيطاني، لذلك كثرت مسألة السحر في هذه الأيام، وهي لا تصيب الإنسان إلا بأمر الله تعالى لذلك".

وأكد حسان أن رسوخ العقيدة والإيمان بالله تعالى كفيل بأن يجعل الإنسان يكافح هذه الأمور من خلال اللجوء لله تعالى والإيمان بقوله: "لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا".

معاقبة المشعوذين

واستشهد بقول الرسول الكريم: "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصبٍّ ولا همٍّ ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه"، مؤكدًا أن هذا الحديث دليل على أن الإنسان لا يضره الحسد ولا السحر، إلا إذا أراد الله ذلك، فإن أصابه أذى يأخذ بالأسباب، ويتكل على الله، ويعلم أن هذا الشيء تكفير للخطايا.

وأضاف: "وفي حديث آخر للرسول الكريم يقول: "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير إن أصابته سراء شكر وإن أصابته ضراء شكر"، مبينًا أن وجود هذا اليقين عند الإنسان يجعله في دائرة الرضا بقدر الله تعالى.

وشدد حسان على ضرورة أن تعاقب الحكومة المشعوذين وتمنعهم من ابتزاز الناس وأكل أموالهم بالباطل، لافتاً إلى أهمية نشر الوعي الديني، فالخرافة لا أصل لها بل هي من نسج الإنسان أو بفعل الآخرين الذين ينشرونها من أجل إضعاف نفوس المسلمين وجعلهم في حالة خوف دائم يخشون من المستقبل.

وأكد على أهمية توعية المجتمع بأن الخرافة لا قيمة لها ولا أصل لها بل هي من أجل إضعاف الروح والجسد، مستشهداً بقول الرسول الكريم :"ليس منا من تطير ولا من تطير له، ولا من تكهن ولا من تكهن له، ولا من سحر ولا من سحر له".