الخضري يحذر من فشل الأمم المتحدة في دعم الوكالة ماليًا وسياسيًا
أبو هولي: القانون الدولي أعطى للقرار 194 الصفة الإلزامية لتطبيقه
بلورت وزارة الخارجية في حكومة الاحتلال الإسرائيلية، وثيقة جديدة، تُشكّك في أعداد اللاجئين الفلسطينيين، وتتهم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين "أونروا" بأنها "تفاقم الصراع وتقوّض وجود (إسرائيل)".
ونشرت صحيفة "إسرائيل هيوم"، مقتطفات من الوثيقة، أمس، لافتة إلى أن "تل أبيب" غيرت موقفها تجاه "أونروا"، بعد التغيير الذي طرأ على العلاقة بين الولايات المتحدة والوكالة الدولية.
وقالت الصحيفة: "أولا وقبل كل شيء، تنفي (إسرائيل)، مزاعم وجود أكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني، وهو ما يعد موضوعا واحدا من القضايا الجوهرية في المفاوضات مع الفلسطينيين".
وأضافت: "إحدى النقاط الأساسية في الوثيقة هي أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف تمويل وكالة أونروا يوضح أن الأخيرة ليست جزءا من الحل، ولكن جزءا من المشكلة".
وتتابع الوثيقة: "إن التعريف الواسع لـلاجئين الفلسطينيين، غير صحيح وإن اللاجئين في الأردن يجب أن يستقروا في المملكة، وبدلا من تقديم المساعدة الاجتماعية، فإن أونروا تضخم أعداد اللاجئين وتنشر ثقافة الكراهية وتقوّض وجود (إسرائيل) وتقيم علاقات مع حماس".
وبحسب الوثيقة "هناك عدد قليل جدا من الفلسطينيين الذين ينطبق عليهم التعريف القانوني لوضع اللاجئ، وفقط عشرات الآلاف من أصل 5.3 ملايين مسجلون لدى أونروا كلاجئين، هم لاجئون فعلا".
وفي إشارة الى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 194 الخاص باللاجئين، تقول الوثيقة: "القرار 194، مثل بقية قرارات الجمعية العامة، لا قيمة قانونية له ".
وقالت الصحيفة العبرية: "تعد وزارة الخارجية أنه بسبب الأغلبية التلقائية في الأمم المتحدة لصالح الفلسطينيين فإن على الدول الجادة اتخاذ خطوات لإصلاح وكالة أونروا، ولا يمكن للدول الغربية الاختباء وراء الجمعية العامة للأمم المتحدة" وفق تعبيرها.
وسارع زعيم حزب "هناك مستقبل"، المعارض يائير لابيد إلى الترحيب بالوثيقة.
وكتب لابيد في تغريدة على "تويتر"، أمس "أبارك لوزارة الخارجية إعداد وثيقة محدثة حول اللاجئين الفلسطينيين، لقد حان الوقت لكشف الأكاذيب، لا يوجد هناك 5 ملايين لاجئ فلسطيني ولم يكن".
وكانت الإدارة الأمريكية قد خفّضت مطلع العام الجاري من مساعداتها المالية لوكالة (أونروا) قبل أن تعلن نهاية شهر أغسطس/آب الماضي عن وقف مساعداتها كليا، وهو ما تسبب بأزمة مالية كبيرة للوكالة الأممية.
وحتى ما قبل صدور القرار كانت الولايات المتحدة الأمريكية أكبر مانح دولي للوكالة.
وتأسست "أونروا" بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، لتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، وهي: الأردن، سوريا، لبنان، الضفة الغربية وقطاع غزة.
الصفة الإلزامية
بدوره أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد ابو هولي، أن القرار 194 أقر صراحة وبكل وضوح بحق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي شردوا منها عام 1948 وان إعادة التأكيد عليه في اجتماعات الجمعية العامة من كل عام أعطاه الصفة الإلزامية في القانون الدولي لتطبيقه.
واستنكر أبو هولي في بيان، حملة العداء التي تقودها حكومة الاحتلال الاسرائيلي ضد وكالة الغوث الدولية في وثيقتها السياسية، لافتا الى أن حكومة الاحتلال تسعى إلى خداع المجتمع الدولي بقلبها للحقائق باتهامها لوكالة الغوث الدولية التواصل مع حركة حماس وبأنها تفاقم الصراع من خلال المبالغة في عدد اللاجئين المزيفين، وتقوض حق (إسرائيل) في الوجود وذلك لتبرير حملتها العدائية ضد وكالة الغوث الدولية.
واشار إلى أن تلك الوثيقة تهدف الى الاساءة لوكالة الغوث وتشويه صورتها بشكل مقصود ومتزامن مع حملة العداء الأميركية في محاولة لإنهاء دورها لما تمثله من شاهد على الجريمة التي تعرض لها شعبنا الفلسطيني في العام 48 وما تجسده من التزام سياسي وأخلاقي من قبل المجتمع الدولي تجاه قضية اللاجئين، مؤكدا أن ما تضمنته هذه الوثيقة من افتراءات وأكاذيب لا تنطلي على دول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي باتت تدرك حقيقة وحجم المؤامرة التي تستهدف وكالة الغوث لإنهاء عملها كمدخل لتصفية قضية اللاجئين.
وأكد أن صفة اللاجئ تشمل أبناء وأحفاد اللاجئين الفلسطينيين والذي يصل عددهم اليوم الى ما يزيد عن 5.9 مليون لاجئ، مؤكدا أن نفي (إسرائيل) لهذا العدد أو التشكيك فيه لا قيمة له لأن صفة اللاجئ وتحديد أعداد اللاجئين شأن أممي لا علاقة لحكومة الاحتلال أو الإدارة الاميركية شأن بها، فهما ليستا وصيان على الأمم المتحدة.
تحذير من الفشل
بدوره حذر رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار النائب جمال الخضري، من فشل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة حاليا، دون وجود حلول عملية عاجلة وسريعة تنهي أزمة "أونروا" وتأمينها ماليا وسياسيا.
وقال الخضري، في بيان، أمس، "إذا انفض الاجتماع دون خطوات لإنقاذ أونروا، يعني أن القادم صعب، وأن حياة أكثر من خمسة ونصف مليون لاجئي فلسطيني، صعبة ومأساوية على الصعيد الإنساني والصحي والبيئي والتعليمي ومختلف مجالات الحياة".
وأضاف: "أونروا هي إحدى مؤسسات الأمم المتحدة، ومساعدتها مهمة الجمعية العامة للأمم المتحدة التي فوضت الأونروا للعمل"، داعيا إلى خطوات فعلية وعملية وتمويل كامل وشامل ينهي الحالة المأساوية للاجئين.
وأشار إلى معاناة نصف مليون طالب داخل فلسطين وخارجها، الأمر الذي يتطلب موقفا دوليا حاسما لمساعدة "أونروا"، ووجه نداء عاجلا للمانحين والدول التي تدعم "أونروا" بمضاعفة ميزانيتها، والعمل على سد العجز المالي لها
