قال رئيس الهيئة الإسلامية العليا في مدينة
القدس المحتلة، الشيخ عكرمة صبري، إن حشود المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى
يومياً، وإقامة الطقوس التلمودية بجوار حائط البراق غرب المسجد، تنذر فعليًا
بخطورة المرحلة التي يعيشها الأقصى.
وأكد صبري في تصريحات لـ"فلسطين"، أنّ مؤسسة الاحتلال السياسية والجماعات التلمودية تحاول وعبر الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى والمكثفة خلال الأعياد التلمودية، فرض أمر واقع جديد.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال وجدت في الواقع السياسي والدعم الأمريكي اللامتناهي، فرصة جديرة بفرض ما تريد من وقائع تصب في صالح مشروع تحويل المسجد الأقصى وباحاته إلى منطقة يهودية خالصة.
واقتحم أمس أكثر من 400 مستوطن إسرائيلي، المسجد الأقصى من باب المغاربة بحراسة مشددة من قوات الاحتلال، فيما شارك السفير الأمريكي ديفيد فريدمان الآلاف منهم أثناء أداء طقوس تلمودية في جوار حائط البراق.
وقال صبري، إن مشاركة السفير الأمريكي في (تل أبيب) فريدمان، في إحياء الأعياد التلمودية بجوار حائط البراق، يعبر عن حالة الدعم والتأييد الأمريكي للاحتلال بشكل علني، وعدم الالتفات لاستفزاز مشاعر المسلمين.
وشدد على أن مشاركة فريدمان الاحتلال بأعياده تمثل عدوانا أمريكيا جديدا على الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية، مؤكدا أن حائط البراق الذي يعده الاحتلال أحد معالمه اليهودية ويطلق عليه "حائط المبكى"، ليس إلا معلما إسلاميًا من معالم الأقصى والذي لا تنازل عنه أو تفريط.
وطالب صبري الأمتين العربية والإسلامية "بألا يصموا آذانهم عما يحصل في المسجد الأقصى من اعتداءات وانتهاكات، وألا يتركوا المسجد مستباحا"، مشددا على أن ما يحصل في أعياد اليهود لن يُكسب بأي حال من الأحوال الاحتلال حقوقا هي في الأصل للمسلمين.
ونبه إلى أن الاحتلال لديه "عقدة نقص"، ويريد تطويع الأعياد التلمودية بإظهار ملكيته لمكان المسجد الأقصى وحائط البراق، وإثبات وجوده، لافتا إلى أن فترة الأعياد تحوّل مدينة القدس برمتها إلى ثكنة عسكرية يُضيق خلالها الخناق على المقدسيين والمصلين في المسجد الأقصى المبارك.
إلى ذلك، أدان مفتي مصر شوقي علام، بشدة اقتحام مئات المستوطنين المسجد الأقصى المبارك، تحت حماية شرطة الاحتلال وأداء طقوسهم التلمودية بداخله، ما أدى إلى تزايد التوتر في المسجد.
وحذر مفتي مصر في بيان له، من استمرار مخططات الاحتلال الإسرائيلي لتهويد مدينة القدس المحتلة، وتغيير معالمها، وطمس هويتها الحقيقية، داعيًا لضرورة تحرك المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية لوقف الاعتداءات بحق القدس ومقدساتها.