فلسطين أون لاين

​"العنف اللفظي" كارثة نفسية تدمر حياة الكثيرين

...
العنف اللفظي يؤدي إلى الخوف
غزة / نسمة حمتو:

من أصعب الظواهر الاجتماعية التي قد تسبب بعض الأمراض النفسية وتهدد الأسرة ظاهرة العنف اللفظي، تلك التي تتمثل في قول الكلام البذيء، والسباب، والشتم، وقد يتسبب ذلك في إحداث مشاكل كبيرة يعانيها الفرد فيما بعد، ويصعب التخلص من آثارها على النفس.

من أسوأ الظواهر

أستاذ علم النفس الاجتماعي درداح الشاعر عدّ ظاهرة العنف اللفظي من أسوأ الظواهر التي قد تتأثر بها النفس، لاسيما إذا كان باستخدام الكلمات البذيئة أو النظرات الحادة.

ونبه الشاعر إلى أن العنف اللفظي يتسبب في مشاكل كبيرة تقع على الشخص المعنّف، وقد تؤدي إلى ضعف ثقته بنفسه، لافتًا إلى أن هناك بعض الأشخاص يعانون أساسًا مشكلة عدم الثقة بالنفس، ومن شأن هذا الأسلوب أن يزيد من معاناتهم.

وقال: "أي تهديد، بالكلام أو الصراخ، أو الإساءة المتعمدة، أو التجاهل، أو اللوم أو التوبيخ أو أي نوع من الكلام الذي يسبب ألمًا نفسيًّا يعدّ عنفًا لفظيًّا".

وبين الشاعر أن العنف اللفظي له آثار نفسية وعاطفية، وأنه الأصعب والأكثر إيلامًا لنفسية الإنسان، مقارنة بالعنف البدني الذي قد يزول بمرور الوقت، وهذا العنف اللفظي قد يتضمن الشتم والسخرية والإهانة والاستهزاء والهدم للانتماءات الشخصية، والتعذيب.

الكلمات المسيئة

ولفت الانتباه إلى أن رد فعل ضحايا العنف قد يكون بالنأي بأنفسهم عن المسيء، إما بتحمل الكلمات المسيئة أو مقاومة المسيء بالتطاول عليه، مشيرًا إلى أن العنف اللفظي قد يؤدي إلى تعطيل التطور السليم للعلاقات، وميل الضحايا إلى إلقاء اللوم على أنفسهم (اللوم الذاتي) على سوء المعاملة، واكتساب العجز والسلوك السلبي المفرط.

وأفاد أستاذ علم النفس الاجتماعي أن معظم الأشخاص الذين تمارس عليهم أعمال العنف تسبب لهم عقدًا نفسية، ما يخلق لديهم ردات فعل عكسية.

وبين أن العنف اللفظي يؤدي إلى الخوف، إلا أن أولئك الأشخاص المعنفين لفظيًّا قد ينكرون هذا القلق والشعور بالرغبة في الهروب والابتعاد عن الشخص المعتدي، وعندما يتلقى الضحية صورة من صور الاهتمام أو الحب من الشخص المعتدي فإنه يعلم أن هذا الحب مؤقت، وأنه سرعان ما سينقلب إلى حالات الاعتداء قريبًا، ولذلك يعيش هذا الشخص في حالة تأهب وترقب مستمرين، ما يجعله لا يثق في ابتسامة أشخاص يحبهم خوفًا من حالة الاعتداء القادمة منهم.

التعامل بحذر

وفيما يتعلق بالحلول المقدمة في هذا الجانب أكد الشاعر ضرورة تجنب الشخص المسيء أو التعامل معه بحذر، لافتًا إلى ضرورة المواجهة في هذا الجانب، وتأكيد أن العبارات التي يستخدمها سيئة ولا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال.

ونبه إلى ضرورة توعية الأهل أبناءهم عدم استخدام العبارات السيئة، أو الألفاظ البذيئة، ومراعاة مشاعر الآخرين عند الحديث معهم، لافتًا إلى أن هذه الصفة تكون عند الأطفال منذ الصغر وعندما يكبرون تزداد.

وأشار الشاعر إلى أن الكثير من الأشخاص في الحياة لا يلقون بالًا للكلمات السيئة التي يتلفظون بها دون أن يدركوا مدى التأثير السلبي الذي قد تحمله، قائلًا: "علينا أن نفكر جيدًا قبل أن ننطق بأي كلمة، وأن نعي مدى تأثيرها على النفس، ونتجنب قولها خاصة، فشعور هؤلاء الأشخاص بالذنب أو الضعف كفيل بأن يزيد معاناتهم النفسية، وربما يتسبب بحالات اكتئاب حادة أو عقد نفسية".