يُعد طبق الرمّانية من الأطباق التي تتزين بها المائدة الغزية خلال موسم "الرمان الحامض" في فصل الصيف، عندما تعجُ الأسواق الشعبية بثماره وينادي عليه الباعة المتجولون في شوارع وأزقة القطاع.

"فلسطين" قابلت الشيف أم سعيد المصري المحاضِرة في المعاهد والجامعات الفلسطينية في مجال فنون الطبخ وإعداد الحلويات.

تقول المصري إن طبق الرمانية من أهم ما يميز المطبخ الفلسطيني والغزي على وجه الخصوص؛ نظرًا لاهتمام الغزيين بزراعة أشجار الرمان بأنواعها إلى جانب اهتمامهم بزراعة أشجار الزيتون.

وتؤكد المصري أن طبق الرمانية إضافة إلى طبق السماقية وطبق الفقاعية أيضًا هي أطباقٌ غزاويةٌ بحتة، يتميز بها المطبخ الغزي عن سائر المطابخ العربية المختلفة؛ بسبب وجود مكونات مشتركة بينهم وأهمها "الدَّقة الغزاوية".

ومن ناحية صحية، يتمتع طبق الرمانية بقيمة غذائية عالية لما يحتويه من مكونات طبيعية مفيدة جدًا، مثل عصير الرمان الحامض الذي يعالج الكثير من الأمراض، أهمها قرحة المعدة.

وتتابع المصري لتسرد مكونات طبق الرمانية الشهي، وهي: نصف كيلوغرام من العدس البُني، 4 أكواب من عصير الرمان الحامض، 250 غرام من الدقيق الأبيض، 1 كيلوغرام باذنجان غير مقشر ومقطع مكعبات، نصف كيلوجرام بصل مفروم ناعمًا، والدقة الغزاوية وهي (3 ملاعق كبيرة من عين الجرادة الناشفة، وفلفل شطة، و20 فص ثوم)، كوب صغير طحينة حمراء، كوب زيت زيتون، وملح حسب الرغبة.

وتشير المصري إلى أن ما يميز طبق الرمانية هو خلوه من أي نوع من البهارات المعتادة، لأن له مذاقه الخاص ونكهته المميزة.

وتتحدث الشيف أم سعيد لـ "فلسطين" عن طريقة تحضير وإعداد طبق الرمانية، وهي كالتالي: يسلق العدس جيدًا حتى نضوج حباته ومن ثم تصفيته، بعد ذلك وفي قدر كبير يحمّر البصل مع القليل من زيت القلي، وتضاف مكعبات الباذنجان غير المقشر حتى تذبل قليلًا ومن ثم يضاف العدس المسلوق والقليل من الماء – مقدار 2كوب- وتترك حتى الغليان".

وتكمل: "أثناء الغليان يجهز خليط الرمان بإذابة مقدار الدقيق مع عصير الرمان الحامض، وإضافة الملح، وإضافة الخليط داخل القدر، مع استمرار التقليب حتى لا تتكون كتل بسبب الدقيق".

وتضيف: "بعدها تضاف الدقة الغزاوية (الثوم والجرادة والفلفل الحار)، ونترك الخليط حتى الغليان لمدة خمس دقائق، ومن يضاف مقدار الطحينة الحمراء، ومقدار زيت الزيتون مع استمرار التقليب حتى اختفاء الزيت، وتسكب في أطباق مفرودة وتزيينها بشرائح البصل المقلي المحمر وتُقدم".

وغالبًا ما تعد ربات البيوت طبق الرمانية لعوائلهن في منتصف فصل الصيف، تزامنًا مع حصاد موسم الرمان، ليبدعن في إعداده وتوزيعه على أفراد العائلة من الأبناء المتزوجين والجيران.

وعادةً من تعد طبق الرمانية هي الجدة لمهارتها في إعداده، وتعده لأبنائها وأحفادها في يوم اجتماعهم في بيتها، كونه أحد الطقوس الجميلة التي تجمع العائلة.

وتقدم السيدات المخللات ذات الألوان والأنواع المختلفة، والزيتون بأنواعه، بالإضافة إلى البصل الأخضر والجرجير والفجل بجانب طبق الرمانية، ليبدو بأبهى حُلة ويرسم لوحة ألوانٍ جميلة.