تجري فرقٌ هندسية من الجيش اللبناني مسحًا ميدانيًا لمحيط وجوانب مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين بمدينة صور جنوب لبنان، تمهيدًا لإقامة جدار عازل حوله على غرار جدار مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا.

ويساور أهالي المخيم، الذي تبلغ مساحته نحو خمسة كيلومتر مربع، ويسكنه زهاء 20 ألفا، الخوف من بدء تنفيذ الجيش اللبناني الجدار العازل، الذي من شأنه تحويل المخيم لمعتقل كبير، يزيد من معاناتهم المعيشية.

وفعليا تخضع أطراف المخيم لرقابة أمنية من الجيش اللبناني، ويسمح بدخول المخيم فقط لحملة وثائق الرعاية اللبنانية واللبنانيين وحدهم، أما من يصنفهم الجيش تحت مسمى "أجانب" فيطلب منهم استصدار رخصة دخول من جهاز المخابرات.

وأكد عضو القيادة السياسية للجبهة العربية في مخيم الرشيدية أحمد فهد، أنّ قرار إقامة الجدار حول المخيم اتخذ، غير أنه جرى تأجيل تنفيذه لوقت غير معلوم، مشيرًا إلى أن الفرق الهندسية أجرت عمليات مسح لمساحته بشكل يبرهن على صحة معلومات بناء جدار من حوله.

وأشار فهد لصحيفة "فلسطين"، إلى أن اتصالات ولقاءات جرت بين فصائل فلسطينية أخيرًا مع قيادة مخابرات الجيش اللبناني، أبلغت الأخيرة فيه وجود قرار بتشييد الجدار، غير أنه سيتم تأجيل تنفيذه دون تحديد وقت لذلك.

ولفت إلى أن مخابرات الجيش تبرر بناء الجدار بضبط الحالة الأمنية، في ظل توترات تشهدها المنطقة لاسيما في سورية، منبهًا إلى أن "الفصائل عمليا تضبط الوضع داخل المخيم وتمنع أي انفلات أمني قد يصدر منه".

وعدّ فهد بناء الجدار "غير إنساني"، وربّما يُفقد 400 عائلة فلسطينية مصدر رزقها كونها تعتاش على العمل بالقطاع الزراعي، حيث إن المنطقة المنوي إنشاء الجدار عليها هي منطقة زراعية بحتة يعمل فيها سكان المخيم.

كما علمت "فلسطين"، أن قيادة الجيش اللبناني لا ترغب بخطوة بناء الجدار، وطلبها من ممثلي الفصائل التواصل مع السفارة الفلسطينية، وإجراء لقاءات مع القيادات اللبنانية ومجلس النواب، ومجلس الوزراء من أجل طرح ملف الجدار والضغط لعدم تشييده.

وعلق المسؤول السياسي لحركة حماس في مخيم الرشيدية، علي مرة، على تلك المعلومات بالقول: "وصول وحدات هندسية من مخابرات الجيش اللبناني لأطراف مخيم الرشيدية، وإتمامها بعض القياسات الهندسية في المكان، يؤكد وجود تحضيرات لخطوة إقامة الجدار".

وأضاف مرة لصحيفة "فلسطين": "الجيش اللبناني ينفي إقدامه قريبًا على تنفيذ أي خطوة لتشييد جدار حول المخيم"، مشيرا إلى أن مخيم الرشيدية من أكثر المخيمات الآمنة والبعيدة عن التوترات الأمنية ليتم تشييد جدار حوله.