فلسطين أون لاين

​البطاريات أخطرها

بلع الأجسام الغريبة..مضاعفاته تصل حدالاختناق

...
صورة تعبيرية عن بلع الأشياء
غزة - هدى الدلو

في أغلب الأحيان، لا تمر مرحلة الطفولة دون أن يخوض الطفل تجربة ابتلاع الأجسام الغريبة أو شرب المواد الحارقة، فحب الأطفال لاستكشاف الأجسام المحيطة بهم، يدفعهم لوضع أي شيء في أفواههم، وخاصة الأجسام المغرية بشكلها ولونها، وتزيد فرصة حدوث ذلك في حال غفلة الأهل عن مراقبة صغارهم، بالإضافة إلى استهتار الفتيات الذي يدفعهن إلى التحدث والضحك بينما هن يمسكن بشفاههن بالدبابيس الخاصة بالحجاب فيحدث أن يبتلعنها، ونظرًا لشيوع الأخطار المحدقة بابتلاع الأجسام الغريبة لا بد من معرفة المضاعفات الصحية التي تؤثر على المريض.

الاستنشاق الأصعب

قال رئيس قسم التخدير في مستشفى الشفاء الدكتور تيسير يونس: "قد يبتلع الطفل أجسامًا غريبة لأسباب نفسية، أو لشكلها الذي يجذب الانتباه ويجعلها محل اهتمام لوضعها في الفم، وأحيانًا كنوع من عناده لوالديه اللذين ينهيانه دوما عن وضع تلك الأجسام في فمه".

وأضاف لـ"فلسطين أنه بالإضافة إلى ما يتم بلعه، فهناك مواد يستنشقها الأطفال، وهي الأصعب والأخطر على المريض، متابعا: "أكثر الحالات التي ترد إلى قسم الطوارئ من فئة الفتيات، إذ يبتلعن دبابيس أثناء وضعهن للحجاب فتدخل إلى الرئة، والمشكلة أنها لا تستقر في مكان محدد، بل تنتقل من مكان لآخر".

وأوضح: "في هذه الحالة، تحتاج الفتاة إلى عملية فورية باستخدام المناظير الطبية، وفي حال لم يتمكن الطبيب من إخراج الدبوس بهذه الطريقة، فلا بد من اللجوء إلى عملية جراحية، وقد يضطر الأطباء إلى فتح الصدر واستئصال جزء من الرئة".

وأشار إلى أن من مضاعفات بلع الدبابيس وما يشابهها من أجسام كالبراغي والمسامير أنها تسبب التهابًا في الرئة، وثقوبًا فيها، لافتًا إلى أن فرص إخراجه عن طريق المنظار قليلة، وفي الغالب يحتاج لعملية جراحية.

وبين يونس أنه بالنسبة للأطفال فكثيرا ما يبتلعون المكسرات فتغلق مجرى الرئة عندهم، مما يتسبب لهم بضيق في التنفس والاختناق ويتحول لونهم إلى أزرق، لأن مجرى الهواء لديهم صغير، وفي حال عدم انتباه الأهل قد يُصابون بالتهاب رئوي، وارتفاع في درجات الحرارة، وسعال متواصل.

وبحسب يونس، فإن من أسوأ ما يتم ابتلاعه البطاريات، وتكمن خطورتها في احتوائها على مواد كيماوية تسبب ثقوبًا في جدار المعدة والمريء، ولا بد من إخراجها على الفور، وكذلك شرب المواد الكيماوية مثل "ماء النار"، وهذه "كارثة" على صحة الطفل لأنها تؤدي إلى ذوبان أغشية المريء، كما أن الطفل في هذه الحالة يحتاج إلى إجراء عملية لتوسيع المريء مرّة كل عدة شهور، لأن المريء يكون قد تحول إلى أنبوب صلب وضيق.

بطاريات وشفرات

وفي ذات السياق، قال استشاري طب الطوارئ في مستشفى الشفاء الدكتور رضوان دلول: "من الأجسام الغريبة التي يتم ابتلاعها المفاتيح و المسامير، وبطاريات الساعات، وبعض القطع الإلكترونية الصغيرة، والبلاستيكية، والقطع النقدية، وقطع لعبة الكرات الزجاجية (جلول)، وأغطية زجاجات المشروبات، وقد وصلت للمستشفى حالات لبعض المساجين الموقوفين الذين ابتلعوا ولّاعات، وشفرات".

وبين أن خطورة الجسم المُبتلع تكمن في طبيعته، إذا كان حادًا أو مدببًا، ووفقا لطوله، وحجمه، ومكان استقراره، لافتا إلى أن استنشاق بعض المواد أصعب من بلع الأجسام، فدخول شيء غريب إلى المريء أشد خطورة من وجوده في المعدة، وكلما زادت الفترة الزمنية لوجود الجسم الغريب زادت نسبة المضاعفات.

وأشار دلول إلى أنه في الأغلب عندما يصل الأطفال إلى قسم الطوارئ بالمستشفى تكون حالتهم مستقرة، وليس لديهم أي أعراض، إلا إذا كان الجسم الغريب مستقرًا في القصبة الهوائية أو في المريء، فيتسبب للمريض بتقيؤ متكرر، ويصيبه بحالة من الاختناق، وهنا يتم التعامل مع الحالة في قسم الطوارئ بشكل أولي لضمان استقرارها من خلال العلامات الحيوية.

ونوه دلول إلى أن الإصابة إن كانت في القصبة الهوائية أو في جزء من أجزاء الجهاز التنفسي يتم إجراء عملية منظار فورية للمريض، أما عند البلع فغالبا ما تكون الحالة مستقرة، ويُوضع المريض تحت الملاحظة من قبل الأهل، لمراقبة خروج الجسم الغريب، ومدة الملاحظة تتراوح بين ثلاثة إلى خمسة أيام قبل الاضطرار إلى التدخل الجراحي، باستثناء حالة البطاريات، فهي حالة صعبة ويتم التدخل الجراحي فيها بشكل مباشر، بسبب احتواء البطاريات على حمض قلوي من شأنه أن يسبب حروقًا في جدار المعدة.