فلسطين أون لاين

​جدار الفصل يخنق التجارة في قلقيلية ويكبّدها خسائر

...
صورة أرشيفية
قلقيلية/ مصطفى صبري:

لعقود زمنية طويلة، عاشت مدينة قلقيلية غرب الضفة الغربية المحتلة، حركة تجارية نشطة، غير أن إقامة جدار الفصل العنصري حوّل هذا النشاط لـ "خراب ودمار".

ويعدّ مدخل قلقيلية الجنوبي، أحد أشهر أسواق المدينة، نظرا لارتياد المتسوق الفلسطيني بكثرة من أبناء المدينة نفسها ومن مدن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م.

ويقول التاجر أيوب شريم (الذي كان يمتلك محلًا لبيع الخضار): "إن سوق المدخل الجنوبي كان بمثابة سنغافورة، فعندما أذهب إلى المنطقة وأرى الخراب والدمار أشعر بالإحباط والصدمة".

ويضيف شريم: "رغم أن المحلات من ألواح الصفيح، إلا أنها كانت تشهد حركة تجارية واسعة؛ نظرا لأنها محطة التقاء للمتسوقين من الضفة الغربية وأهالي الداخل المحتل".

ويتابع: "الجدار وصفة لخراب أي مكان يحل فيه، فقلقيلية حلت بها النكبة بعد هذا الجدار ولم تعد فيها الحياةقائمة سوى بمتطلبات الحد الأدنى".

فيما قال المزارع عبدالله زيد: "منذ أن فتحت عيوننا على هذه الدنيا والاحتلال يلاحقنا من نكبة إلى نكسة إلى جدار واستيطان".

وأكد رئيس الغرفة التجارية في قلقيلة طارق شاور، أن الجدار حول قلقيلية لمدينة منكوبة اقتصاديًا، "فمن مدينة متعدّدة المداخل باتجاه الداخل المحتل إلى مدينة محاصرة يتم الدخول والخروج منها من مدخل شرقي وفي المنطقة الجنوبية عبر نفق".

وأشار شاور لصحيفة "فسطين" إلى أنه قبل جدار الفصل العنصري كانت هناك مداخل مهمة مثل المدخل الشمالي والمدخل الجنوبي اللذان يصلان بمدن فلسطينية محتلة، وهذه أصبحت أثرًا بعد عين بسبب الجدار".

وقال: إن "إغلاق المحلات التجارية زاد بعد إقامة الجدار كما أن القوة الشرائية تراجعت لأدنى مستوياتها، ولولا صمود التجار وتحمّلهم خسائر كبيرة لكانت النكبة أكبر".

من جهته، أكد مدير دائرة الزراعة في محافظة قلقيلية م. أحمد عيد، أن مداخل قلقيلية المغلقة بفعل جدار الفصل العنصري كانت محطة لتصدير المنتوجات الزراعية للداخل المحتل.

وقال عيد لصحيفة "فلسطين": "الحركة التجارية كانت نشطة جدا على مدار الساعة وكان المزارع يعتني بأرضه؛ نظرا لوجود فرصة للتسويق ودون أية معابر أو حواجز، وهذا شكل دافعا للمزارعين للاعتناء بأشجارهم".

وأضاف: "لقد كان سوق الحمضيات منتعشا جدا، والحالة التجارية في أوجّها، لكن منذ أن حل جدار الفصل العنصري وأغلق كل المداخل للمدينة نكبت الزراعة والمزارعين، وغابت محطات التسويق المهمة في المدينة".

وأشار إلى ثمة مصاعب وعراقيل تواجه المزارع حاليا في تسويق منتوجاته في أسواق بعيدة عن قلقيلية علاوة على إخراج المنتوجات من الأراضي الزراعية الواقعة خلف الجدار؛ بسبب الاجراءات الأمنية.

وكان أحد المتضامنين الأجانب الذين زاروا قلقيلية سابقا، كتب على الجدار: "يجب أن ينتهي جدار الفصل العنصري".