فلسطين أون لاين

ماذا تقدم مراكز تنمية مواهب الأطفال؟

...
غزة/ جهاد أبو راس:

تعدّ تنمية مواهب الأطفال عنصرًا من عناصر تحقيق التقدم لأي مجتمع؛ لأنه يركز على العنصر البشري محورًا لتنمية المجتمع وتطوره، وهو ما يجعلهم أكثر قدرة على الإبداع والابتكار والإنتاج ويسهم في الكشف عن الكثير من المشكلات السلوكية والاجتماعية والنفسية ومن ثم معالجتها.

ومراكز تنمية المواهب من المؤسسات التي تأتي بعد الأسرة والمدرسة في العناية بتنمية المواهب الإبداعية عند الطفل، من خلال توفير برامج ومساحات وفق أسس تربوية تساعد الطفل في ممارسة هواياته ومواهبه المحببة، لأن الموهبة دون اهتمام لن تورق أغصانها ولن تصنع مستقبلًا ننتظره من الأجيال القادمة.

غدير أبو حصيرة (مديرة مركز سكاي لاين للتدريب والتطوير) تقول: "مركزنا تدريبي تعليمي للأطفال افتتح عام 2017, ويستوعب الأطفال من سن (6-15) سنة, وهدفه الرئيس بناء قدرات الأطفال ودعم مواهبهم".

وأضافت أبو حصيرة لـ "فلسطين": "إن المركز يحتوي على عدة برامج، منها: برنامج (أكاديمية البرمجة) وهو البرنامج الأول في المركز، ويستهدف الأطفال من سن (8-14) سنة, ويعلّم الطفل كيفية برمجة اللعبة والقصة".

وتابعت: "وبرنامج الرسم كون المركز من المراكز المحترفة في الرسم، ففي المركز مدرسين ذوي كفاءة واحترافية في مجال الرسم، يبدؤون مع الأطفال من أصغر الأشياء إلى أن يصبح طفلًا محترفًا في مجال الرسم".

وتتابع حديثها: "هناك برامج لتعليم اللغة الإنجليزية في مركزنا، نعلّم الطفل كيفية ممارسة اللغة عمليًّا وليس نظريًّا", مشيرة إلى أنه عند تعليم الطفل يصطحب إلى بعض الأماكن التي لها علاقة بموضوع الدرس ويمارس الحديث باللغة الإنجليزية على أرض الواقع لضمان وصول الطفل لما يسعون له.

وأوضحت أبو حصيرة أنها منذ فترة قصيرة فتحت برنامجًا للتعلم النشط ما بعد المدرسة, يستهدف طلبة المدارس من الصف الأول حتى الصف التاسع, ويبني قدرات الأطفال من خلال تحسين تحصيلهم وتعزيز وتنمية مواهبهم, فتعليم الأطفال وإيصال الأفكار لهم مبني على هيئة قصص.

وأكدت أبو حصيرة أن هناك إقبالًا كبيرًا من الناس على المركز، فيضم المركز 150 طالبًا ملتحقين ببرنامج الرسم, و40 طالبًا في برنامج البرمجة, و25 طالبًا في برنامج اللغة الإنجليزية, والتحق بعض الطلبة ببرنامج التعلم النشط ما بعد المدرسة, والطفل المقبل على المركز ويكون ذا موهبة خاصة يتبناه بإعفائه من الرسوم.

وبينت أن جميع مدرسي ومدرسات هذا المركز مختارون من ذوي الكفاءة والخبرة في مجال تدريسهم, مع وجود إشراف ورقابة مستمرة على كيفية إيصال المدرسين الأفكار للأطفال كما هو متفق عليه.

في ذات السياق، قال د. درداح الشاعر أستاذ علم النفس في جامعة الأقصى: إن اكتشاف مواهب الطفل يتم إما من خلال المدرسة أو المؤسسات والمراكز التعليمية، مشيرًا إلى أن المؤسسة لها دور كبير في الاكتشاف والتطوير والتحسين بإعداد البحوث أو الرسم أو الكتابة أو تدريب الأطفال على مهارات الحاسوب وما إلى ذلك.

ولفت الشاعر لـ"فلسطين" إلى أن المراكز تحاول دعم الطفل في مجالات أوسع مما تدعمه فيه المدرسة والأسرة، ما يتيح للطفل فرصة التعبير عن الإبداعات والمواهب التي يمتلكها.

وأضاف إن المؤسسة تدعم الأطفال بتحديد مجال الإبداع لدى الطفل، ثم تحديد مستوى الإبداع لديه، عن طريق تعريضه للبرامج التي تطور إبداعه، ويبقى الطفل على تواصل مع أحدث ما توصل إليه العقل البشري، فذلك يساعده على التخلص من نظم التعليم التقليدية التي تمرر الإنسان بمراحل تقتل القدرات الإبداعية.

وبين أن الأسرة لها قدرة على الموازنة والتنسيق بين دوام الطفل في المؤسسة أو المركز ودوام الطفل في المدرسة، ولتجنب إرهاق الطفل، يذهب للمؤسسة بعد مدة من عودته من المدرسة، بعد أخذه قسطًا من الراحة، أو عدم ذهابه يوميًّا بل بالتنسيق مع المركز ليكون ذهابه إليه جزئيًّا.

وطالب الأسرة بالتأكد من طبيعة المؤسسة، فلا تترك الطفل فيها دون معرفة مدى تربوية المؤسسة والعناية الفائقة التي توليها المؤسسة للطفل, ومن المفضل إطلاع وزارة التربية والتعليم على هذه المؤسسات لحسم مدى مصداقيتها وعودتها بالفائدة على الأطفال.