فلسطين أون لاين

​كيف يخرج الزوجان من نفق "الطلاق العاطفي"؟

...
غزة - نسمة حمتو

يطمح المقبل على الزواج بحياة زوجية سعيدة، ويتطلع لتكوين أسرة، ويعيش حياة سعيدة مع شريكة العمر، ومليئة بالحب والمودة والألفة والسكينة والاستقرار، وعندما تبدأ الحياة الزوجية، تحدث بعض الخلافات لعدم وجود توافق بين الزوجين، ومن هنا تبدأ هذه الخلافات في التوسع إذا لم يوضع لها الحل المناسب لاحتوائها..

أسباب الخلافات

الاختصاصي الاجتماعي والتربوي إياد الشوربجي، قال: "يختلف الأزواج في طرق إدارة الخلاف فيما بينهم، فالبعض يلجأ للحوار والنقاش والتفاهم واستماع كل منهما للآخر، وتفهّم حاجاته ومتطلباته"، متابعًا: "وفي المقابل نجد البعض الآخر لا يحسن التعامل في مواقف الخلاف وتزداد المشكلات توسعًا، وتتداخل أطراف أخرى في الخلافات كأهل الزوجة أو الزوجة وهو ما يزيد الأمور تعقيداً".

وأضاف: "من هنا قد تحدث بعض المواقف التي تحدث شرخاً كبيراً في العلاقة الزوجية وعدم وجود الثقة بين الزوجين، والتنافر، والتباعد، وعدم الاحترام المتبادل فيما بينهما، وقد يعود هذا الأمر لأسباب مختلفة منها عدم الاختيار السليم".

وأوضح الشوربجي أنه من ضمن الأسباب كذلك عدم التكافؤ بين الزوجين، واختلاف بيئة التربية ما بينهما، لافتاً إلى أن الإجبار على الزواج من شخص غير مرغوب فيه بسبب تدخلات الأهل قد يزيد الأمور تعقيداً.

فتور ولا مبالاة

وأكد أن مجمل هذه الأسباب تعمّق الخلافات بين الزوجين مما يجعلهما غير راضين عن الحياة الزوجية وكره كل منهما الآخر، مشيراً إلى أن حدة الخلاف قد تزداد مع وجود الأطفال، فيغلب على العلاقة بين الزوجين الفتور واللامبالاة وعدم إشباع الجانب العاطفي لديهما.

وأفاد بأن ذلك قد يؤدي إلى غياب جانب الاهتمام المتبادل، ويسود الفتور بينهما، وتغيب الكلمات والعبارات الجميلة، وقد يصل الأمر إلى أن يتصيد كلّ منهما للآخر الأخطاء ويحاسبوا بعضهم على الصغيرة والكبيرة.

وتابع: "وهذا ما سيؤدي إلى أن تكون الفجوة بينهما أكبر وأعمق، فهم يعيشون حياة جافة من الناحية العاطفية، بعيدة عن المشاعر والعواطف التي يتمتع بها أي زوجين، فكأن كلاً منهما يعيش مع شخص غريب في المنزل مفروض عليه، بسبب رابط الأبناء أو خوفاً من السمعة السيئة التي يتركها الطلاق أو الفراق".

احترام متبادل

وقال: "من الطبيعي أن تحدث الخلافات في العائلة، فالشخصيات تختلف في أفكارها وآرائها، ولكن المهم التعامل بشكل سليم مع هذه الخلافات، وضرورة أن يتفهم كل منهما الاحتياجات النفسية والعاطفية للآخر، وأن الحياة الزوجية لا تقتصر على إشباع الجانب المادي فقط".

وشدد على ضرورة أن يكون هناك احترام متبادل والمعاشرة بالمعروف وعلى الزوج إكرام واحترام زوجته وإشباع حاجاتها النفسية والعاطفية واحترام مشاعرها بحيث تتحقق المودة والرحمة.

ونبه إلى أنه يجب على الزوجة تفهم حاجات زوجها، وأن تكون سنداً وعوناً له في مواجهة ظروف الحياة المختلفة، لافتاً إلى أهمية مراعاة مصلحة الأطفال حتى لا يكونوا ضحية للخلافات الزوجية ولحماية الأسرة من التفكك والانهيار.