فلسطين أون لاين

بالغشّ.. السمك المجمّد طازجاً

...
غزة - شيماء العمصي

يشهد السوق الغزي في الفترة الأخيرة إقبالًا كثيرًا على الأسماك المجمدة, نظرًا لقلة الصيد, بسبب منع الاحتلال الإسرائيلي الصيادين من الصيد في مسافات بعيدة, وارتفاع أسعار الأسماك الطازجة.

ما دفع الكثير من المواطنين إلى الاتجاه نحو الأسماك المجمدة, لأنهم وجدوا فيها رخصًا في الأسعار، مما عوضهم عن الطازجة، ولكن هذا الأمر لا يخلو من جشع التجار الذين وجدوا في غشهم لهذه الأسماك سبيلًا نحو الكسب غير المشروع.

صحيفة "فلسطين" قابلت مفتش الصحة في قسم مراقبة الأغذية في وزارة الصحة لؤي العمصي, وتحدثت معه حول هذه القضية, فقال: "طرق الغش كثيرة, آخرها كانت أن أحد الجزارين أذاب اللحم المجمد وباعه للزبائن على أساس أنها طازج".

وتابع: "بعض مصانع الألبان, تصفي اللبن منتهي الصلاحية وتغيّر تاريخ إنتاجه وبيعه على أنه منتج جديد بتاريخ جديد, وقضية هذه الأيام, الأسماك المجمدة التي يذيبها بعض الصيادين وخاصة في مواسم شح السمك وتباع على أنها طازجة".

وأشار العمصي إلى أن بعض بائعي السمك يحولون السمك المجمّد إلى طازج وخاصة السردين, بإذابته وخلطه بماء ورمال البحر حتى يتبين للمشتري أنه طازج, منبهًا إلى أنه للكشف عن السمك الفاسد, يجب النظر إلى شكل السمكة ورائحتها, فسمك السردين مثلًا يكون لونه أصفر وهناك نزف عند الخياشيم, وفي حين شمها لا يوجد أي رائحة ولا حتى رائحة زنخة السمك المتعارف عليها.

وفي السياق ذاته، أكد نائب رئيس نقابة الصيادين محمد الهسي أن السمك المباع على أنه طازج هو سمك مجمّد ويأتي من مزارع خارج القطاع, وتكون الأسماك مجمدة منذ عدة أسابيع ومن ثم تصدر إلى القطاع.

وأوضح الهسي: "أن الأسماك تأتي من (إسرائيل) بعدة أنواع, منها ما هو سمك البرك ومنها ما يصطاد بـ "لانشات الجر" مثل الموجودة لدينا في الميناء"، مبينًا أن الأسماك التي تأتي من (إسرائيل) وتكون موضوعة منذ ما يقارب 15 إلى20 يومًا في الثلاجات, ويصدرها التجار إلى غزة ويذيبونها.

ولفت إلى أنهم بذلك يغطون احتياجات قطاع غزة من الشح المنتشر في موسم السمك, ويبيعونها للباعة المتجولين, وتكون أقل تكلفة من سعر السمك في القطاع, "لأن السمك المتوفر لدينا في غزة طازج وأفضل من السمك المذاب بعد تجميده"، وفق قوله.

وأكمل: "من يشتري الأسماك المذابة هم التجار المتجولون في الحواري والشوارع, ويخلطون السمك المصدر لنا من الاحتلال مع بعض السمك الطازج لدينا, ويبيعونه للمشترين على أنه طازج ومصطاد من بحر غزة, وتباع ليلاً حتى لا يفرّق المشتري بينها وبين الطازج, وخاصةً من ناحية لونها", موضحًا أن أكثر نوع معرض للإذابة والغش في بيعه هو سمك السردين بجميع أحجامه.

وأكد الهسي رفض نقابة الصادين لتلك الأفعال, لأنها تسيء إلى صيادي غزة, وتؤثر على مصدر رزقهم, وهذا السمك الفاسد لا يصلح للأكل ويسبب الكثير من الأمراض, مشددًا على أنه لا علاقة لنقابة الصيادين بما يباع من سمك مجمد مذاب على أنه طازج.