فلسطين أون لاين

​" غديوة العودة" نساء جمعهن الوطن وطعام الشام

...
غزة / نسمة حمتو:

على بعد أمتار من الحدود الشرقية لمدينة غزة مع الأراضي المحتلة عام 1948، وتحديدًا في مخيم العودة في ملكة، اجتمعن ليخلقن جوًا من الفرح بأكلاتهن الشعبية، فكانت المقلوبة والبامية والسماقية والكبة حاضرات على طاولة كبيرة جداً تمتد عدة أمتار، وأجواء المرح والترفيه غالبة على وجوه المشاركات اللواتي قررن صنع وليمة خاصة على حدود غزة كنوع جديد من أنواع المقاومة بالحرية بالحياة والسعادة والفرح التي يخلقها الغزيون في كل مرة ليثبتوا للاحتلال الإسرائيلي أنهم لن يتخلوا عن أرضهم مهما طال الزمن..

وليمة غداء خاصة

تحت اسم "غديوة العودة" قررت الإعلامية وردة الزبدة إقامة وليمة خاصة مختلفة نوعاً ما، هذه المرة تستضيف كل النساء اللواتي يشاركن في مسيرة العودة ليقاومن الاحتلال بطريقة جديدة.

الزبدة قالت لـ"فلسطين" عن فكرة الوليمة: "من خلال مشاركتنا في مسيرات العودة منذ بدايتها وإقبالنا عليها كنا نصوّر الفعاليات والأجواء الموجودة هناك وهو ما كان يلقى إعجاب الكثير من السيدات على مواقع التواصل الاجتماعي".

وأضافت:" الكثير من النساء كُن يطالبن بالتواجد معنا على الحدود للمشاركة في هذه الفعاليات، فجاء في خاطري فكرة تجمع هؤلاء النساء على مائدة واحدة، وبالفعل كتبت منشورًا على فيس بوك فوجدت أن العدد المشارك في الفكرة أكبر بكثير مما تخيلت".

رعاية خاصة

وتابعت قولها:" عندما وجدت أن العدد كبير جداً طلبنا أن تكون هناك رعاية خاصة لهذه الغديوة، وبالفعل شاركت شبكة الماجدات الإعلامية فيها، وفي هذه الرحلة اصطحبنا أعدادًا من النساء الجريحات وأمهات الشهداء، وكان هناك فتيات يشاركن للمرة الأولى في مسيرات العودة من أجل الجلوس معنا".

وأشارت الزبدة إلى أنها تفاجأت بأعداد الحضور في يوم الجمعة الماضية فكانت الأكلات متنوعة من كل النساء المشاركات، مضيفة:" شاركنا في تحدي المقلوبة والبعض طهى البامية والملوخية فكانت السفرة متنوعة بين المأكولات الشامية كالكبة والتبولة والمقلوبة الفلسطينية".

وأوضحت أن الأجواء كانت جميلة جداً إذ تخللتها الأهازيج التراثية الفلسطينية والأناشيد التي خلقت جوًا من المرح والمتعة في المكان، قائلة:" كانت أجواء رائعة وحماسية وقمنا بعمل مسابقة ثقافية وجوائز وتم توزيع جوائز عينية على المشاركات".

صنع بحب

وأكدت الزبدة أن الأجواء في مخيم العودة كانت مختلفة هذه المرة بوجود السيدات اللواتي صنعن الطعام بحب، لافتةً إلى أن ردود الفعل كانت إيجابية جداً عليها خاصة من النساء اللواتي شاركن للمرة الأولى في مسيرات العودة.

وقالت:" هذه الأجواء الحماسية كانت نوعًا جديدًا من أنواع مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، حتى المسابقة الثقافية التي أعددناها تخللتها أسئلة تعزز الانتماء بالمسيرات فكانت غديوة مليئة بالمحبة والسلام وأكدت كذلك سلمية المسيرات ودعمنا لها".

أما أم رائد سالم فهي الأخرى كانت من ضمن المشاركات في "غديوة العودة" وكان لها حضورها الخاص بإنشادها الأغاني الوطنية القديمة ومديح النبي عليه الصلاة والسلام، وعن ذلك قالت: "كان يومًا رائعًا جدًا، شعور جميل أن نشارك هؤلاء النساء تناول الطعام، تقاسمنا كل شيء يومها، ورددنا الأهازيج والمديح النبوي، كنت أتمنى أن يكون اليوم أطول حتى نبقى مع بعض".

الجرح واحد

وأضافت عن تعلمها الأغاني الوطنية والأناشيد:" منذ عام 1967 كنا نشجع الشباب المقاومين وفي السبعينيات كنا نمشي معهم من شارع لشارع آخر، ومن يومها نحب الوطنية وأجواء الوطن، فهي تذكرنا بحبنا لبعضنا، بأبنائنا وآبائنا".

وتابعت قولها:" هذه الأجواء ذكرتنا بأيام البلاد كيف كنا نجتمع ونتقاسم الأكلات، حتى المجالس الوطنية والشعبية كانت جميلة وكنا نجلس فيها على الأرض كنا نتمنى أن تكون الغديوة كذلك ولكن في المرات المقبلة بإذن الله".

ومضت بالقول: "كنت أتمنى كل شبابنا ونسائنا أن يكونوا على نفس الحال، الجرح واحد والهدف واحد والوطن واحد والقدس واحدة، دائماً أحب العودة لأن الجميع يشارك فيها، كل الأطياف الفلسطينية بعيداً عن الأحزاب السياسية الكل يشارك من أجل الوطن والعودة".

تنوع الأكلات

أما إسراء العرعير فقالت: "كانت الأجواء رائعة جداً ومليئة بالسعادة، مع جمعة الفتيات وتنوع أكلاتهم الفلسطينية، إضافة إلى تنوع فقرات غديوة، كان هناك أناشيد وأكلات وحواديت البلاد والأمنيات بنفس لمة الأقصى".

وأضافت: "الأكلات كانت طيبة جداً بنكهة البلاد خاصة أن الغديوة أمام أراضينا المحتلة، ولكن الصراحة كانت غصة في حلقنا، مع مكابرة، لنوصل للاحتلال أننا نحب الحياة ومتمسكون بأرضنا وسوف نعود لها ونقيم حفلة غداء في أرضنا وفي المسجد الأقصى المبارك بإذن الله".