مما لا شك فيه أن عملية تزيين الجدران بمختلف التقنيات تساهم في إبراز الأثاث، وتمنح المكان قدرًا من الدفء والأناقة.
وتبقى الألوان أحد العناصر التي يمكن أن نطعم بها فراغات المنزل، لخلق لغةٍ حسية تحاكي نفسية المرء ويتفاعل معها بطريقة مريحة وآمنة.
ولا تقتصر الجدران على عنصر الطلاء وحسب، بل بإمكاننا استخدام أي مادة تزيينية نجدها متوافرة بشكلٍ واسع في الأسواق، وعادة ما تقودنا إلى نقطة الحداثة في الديكور، حيث تتجلى بأنواع وتشكيلات مختلفة من المواد التي قد تحتاج إلى تحضير وإعداد جيد قبل مرحلة التركيب، ومنها ما قد تكون بسيطة جدًّا فلا تحتاج إلا إلى مهارة ودقة، وأيضًا نظرة فنية قبل الشروع في تعليقها على مساحة من الحائط المراد تحويله إلى خلفية جدارية متشحة بالأناقة والإبداع.
وتتنوع الخامات والمواد المستخدمة في تشطيب المنازل وتنقسم بشكل رئيس إلى مواد طبيعية وأخرى صناعية، لكل منها ما يميزه من غيره، وليست كلها متكاملة فيما بينها، وبشكل أساسي تتميز المواد الطبيعية كالخشب والحجر الطبيعي بكونها مواد أنيقة في بساطتها، وهي مريحة للنفس لأنها أقرب إلى الطبيعة، لكنها قد تكون أصعب في عملية التنظيف وتحتاج لصيانة دورية، على عكس المواد الصناعية التي تخلق جوًّا من الفخامة بعيد عن الراحة في بعض الأحيان، وهي سهلة التنظيف وتحتاج لصيانة أقل، لذا يكون المصمم أمام خيارين، إما أن يستخدم مواد طبيعية، ويكون بذلك حقق نمط تصميم يتسم بالحداثة والراحة، أو يستخدم مواد معالجة وصناعية ويحقق الفخامة، أو أن يدمج بين النوعين فبضدها الأشياء تتميز.
بالحديث عن الخامات والمواد الطبيعة التي نلحظ العودة إلى استخدامها بكثرة في الديكورات الحديثة تكون حصة الأسد للخشب.
- الخشب: هناك اتجاه معاصر إلى استخدام الخشب على هيئته ولونه الطبيعي، وهو يستخدم في كسو الجدران بألواح طولية أو عرضية كما يستخدم في الأرضيات، ويفضل استخدام الألوان الفاتحة مع الخشب الطبيعي، لأنها تعادل من خشونته وتساعد على إبرازه.
- الحجر الطبيعي: كالحجر القدسي والرخام والجرانيت، هي مواد لا يخلو منها أي مسكن، وقد كانت تستخدم بشكل رئيس في التشطيبات الخارجية، لكنها أثبتت حضورها وجمالها في التصميم الداخلي، إذا استخدمت بالكمية والمكان المناسبين ومع المواد المناسبة، ويستخدم الرخام والجرانيت في تطعيم الأرضيات وفي كسو (البارات) والمطابخ، وأحيانًا الجدران.
- الطوب: وهو خامة تعطي إحساسًا عاليًا بالحداثة، ويمكن استخدامه بلونه الطبيعي أو تلوينه، ويوجد منه طوب كامل، أو قشرة تستخدم في أعمال الديكور.
- الأقمشة والمنسوجات الطبيعية: كالصوف والخيش والقطن والحرير، وهي تستخدم بكميات صغيرة في الإكسسوارات والملحقات كالمخدات والأبجورات و"الدعاسات" والأعمال الفنية، وللخامات الطبيعية مميزاتها، واستخدامات خاصة بكل خامة حسب وظيفة وشكل التصميم.
- ومنها الخشب المعالج، والخشب الصناعي يتسم بالجمال وسهولة التركيب والاستخدام، وأصبحت خامة الخشب (الباركيه) تصنع على هيئة بلاطات سيراميك، تجمع بين رقي وجمال الخشب وسهولة التنظيف.
- أما بالحديث عن البلاط الصخري الصناعي فإن إنتاج الحجر الصناعي أصبح اليوم من الصناعات الهامة والمطلوبة لصناعة البناء المتطور الذي يعتمد بصورة أساسية على التصاميم والإبداع في فن العمارة، فهو يوفر كل المتطلبات التي ترضي الجميع لكثرة أشكاله وألوانه ومقاساته.
- لا يمكن الحديث عن خامات الديكور دون التطرق إلى ألواح الجبس، التي كانت صاحبة فضل عظيم في تطور أعمال الديكور الداخلي، وتسهيل تطبيق كل ما قد يخطر ببال المصمم من أفكار، إضافة إلى بساطة التكلفة المادية لاستخدامه.
- أما الأقمشة الصناعية والمخلوطة فكل نوع من الأقمشة له تعامل خاص وشكل خاص وإبداع ديكوري يتميز به من غيره، واختيار الأقمشة نوعًا ولونًا يحتم أن نضع معايير نأخذها في الحسبان.
- الزجاج والمرايا من الخامات القديمة الجديدة التي لا يمكن الاستغناء عن استخدامها، لما لها من دور أساسي في تطويع الضوء والمساحات حسب حاجة التصميم.
أما المواد الصناعية فهي كثيرة ومتنوعة، وقد أوجدت ما يشبه الثورة في عالم التصميم الداخلي والديكور.
ويمتاز الحجر الصناعي بمقاومته لكل العوامل المناخية المختلفة، وصلابته، فهو يمتاز على الحجر الطبيعي بذلك، إذا صنع بالطريقة الصحيحة، ويمتاز أيضًا بأسعاره المعقولة، إذا ما قورن بالحجر الطبيعي، ويمتاز أيضًا بكثرة الإنتاج وجودته.
وفي ختام الحديث وجب لفت نظر القارئ إلى أن وظيفة مصمم الديكور هنا هي دمج الخامات بالكيف والكم اللذين يحققان الانسجام والتناغم، ويخدمان التصميم، وهو _لا شك_ أقدر على تحقيق ذلك من سواه من الأشخاص العاديين، الذين قد يسبب تطوعهم بالنصيحة تلوثًا بصريًّا، وهذا ما نراه _يا للأسف!_ في الكثير من منازلنا هذه الأيام.