فلسطين أون لاين

​مباحثات التهدئة تطرح تساؤلًا عن مستقبل مسيرة العودة

...
صورة أرشيفية
غزة/ نور الدين صالح:

لا تزال مسيرات العودة وكسر الحصار تسجل زخما وحضوراً شعبياً وميدانياً واسعين، فيما تتواصل المباحثات السياسية الماراثونية في مسارات عدة تبدو فيها احتمالية التوصل إلى تهدئة مع الاحتلال أقرب منها إلى المصالحة، الأمر الذي يترك سؤالًا عن مستقبل تلك المسيرات في حال تحقق الهدوء بثمن يريح المواطنين اقتصاديا ولا تترتب عليه أثمان سياسية.

ومنذ أيام تتواجد الفصائل الفلسطينية في القاهرة بدعوة من المخابرات المصرية لبحث سبل التوصل إلى تهدئة على أساس اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم برعايتها إبان الحرب العدوانية على غزة صيف 2014، وإتمام المصالحة وفق اتفاق القاهرة عام 2011.

عضو الهيئة القيادية العليا لمسيرات العودة محمود خلف، أكد أن مسيرات العودة ستبقى متواصلة بنفس الزخم والآلية المعهودة، لأنها تحمل هدفاً إستراتيجياً وهو كسر الحصار الظالم عن قطاع غزة.

وأوضح خلف في حديث لصحيفة "فلسطين"، أن مباحثات التهدئة لم تنضج بعد، مؤكداً ضرورة الالتزام بما جرى الاتفاق عليه في التهدئة عام 2014، والتي لم يلتزم بها الاحتلال وخلق وضعًا أمنيًا هشًا، فيما يواصل عدوانه على غزة بذرائع وسائل المقاومة الشعبية التي يستخدمها المواطنون على السياج الأمني الفاصل شرق القطاع "حتى أصبحت الأوضاع على الهاوية في الآونة الأخيرة".

وعدّ حديث الإعلام الإسرائيلي عن توقيع تهدئة مؤخراً، محاولة للتأثير على حراك مسيرات العودة ومحاولةً لتقليل أعداد المشاركين فيها، خاصة أيام الجمعة.

وبحسب خلف، فإن مسيرات العودة تُرسل رسائل عدة للعالم أجمع والمجتمعين في القاهرة، أولاها أن الشعب الفلسطيني مُصّر على كسر الحصار وفتح المعابر والالتزام باتفاقية التهدئة، وثانيًا أن الحالة الوطنية التي يعيشها الشعب الفلسطيني بحاجة إلى تقديم الدعم اللازم كي يتمخض عنها تحقيق مكاسب سياسية من شأنها تحسين الأوضاع المعيشية لمليوني مواطن.

أما الرسالة الثالثة، والكلام لخلف، هي أن شعبنا يبحث عن الحياة والاستقرار ولا يسعى إلى الحرب مع الاحتلال لأجل الحرب وهي مرهونة برفع الحصار وتنفيذ مشاريع اقتصادية تدفع إلى تراجع نسب البطالة والفقر واعتماد نحو مليون إنسان على المساعدات الإغاثية.

وعن مستقبل مسيرات العودة إذا ما وقع اتفاق تهدئة، ذكر عضو الهيئة القيادية، أن هذه المسألة مرهونة بما يتم التوصل إليه في الحوارات الجارية في القاهرة.

وقال: "إذا حصلنا على تهدئة وفق الشروط الفلسطينية، سيتم أخذ ذلك بعين الاعتبار، والأمر منوط بالهيئة الوطنية والقوى الإسلامية"، مشدداً "لن تكون هناك تهدئة بدون ثمن كما يرغب الاحتلال، ويجب عليه أن يدفع الثمن".

هدف إستراتيجي

بدوره، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، إن مسيرة العودة هي التي صنعت الحراك العالمي الراهن تجاه قطاع غزة، وأكدت أن الشعب الفلسطيني لا يُمكن أن ينسى حقوقه أو يتنازل عنها.

وأوضح المدلل في حديث لصحيفة "فلسطين"، أن الهدف الاستراتيجي من المسيرات تنفيذ قرار 194 الخاص باللاجئين الفلسطينيين، إضافة للهدف الحالي وهو فك الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من 12 عاماً.

وبيّن أن المسيرات وجهت الأنظار نحو قطاع غزة، مما دفع مصر لدعوة الفصائل للذهاب للقاهرة، لبحث التهدئة والمصالحة وفك الحصار.

وقال: "مسيرات العودة لن تتوقف أبداً لأنها خيار الشعب الفلسطيني، والأهداف التي سارت لأجلها لم تتحقق بعد، لذا لا يمكن أن تكون هناك مقايضة لحقوقنا الثابتة".

وأشار إلى أن فك الحصار عن سكان القطاع مطلب إنساني "وآن الأوان أن ينتهي، فهو مسؤولية كل العالم إلى جانب حلفاء الشعب الفلسطيني".

وأضاف المدلل: "إذا أراد العدو أن يُوقف التهدئة، إنما هي تهدئة الميدان بحسب اتفاقيات عام 2014، وهذا ما ستكون عليه تفاهمات القاهرة".

وعدّ المسيرات "حراكا جماهيريا شعبيا ومن يحدد مصيرها هو الشعب"، مستدركاً "لكّن بعض الأساليب المستخدمة فيها، قد يتم النقاش حولها والوصول إلى نتائج".

وأوضح أن استمرار المسيرات مفصول عن التهدئة في الميدان.

وانطلقت مسيرات العودة في الثلاثين من الشهر الماضي، بالتزامن مع إحياء الذكرى الـ 42 ليوم الأرض الفلسطيني، فيما مثل يوم الرابع عشر من مايو/ أيار الماضي الأكثر دموية، حيث واجه جيش الاحتلال المتظاهرين السلميين بالقوة المميتة، فاستشهد أكثر من 70 مواطناً، وبلغت حصيلة الشهداء منذ انطلاق المسيرة 170 مواطناً، وأصيب أكثر من 18 ألفًا آخرين، بحسب وزارة الصحة بغزة.