فلسطين أون لاين

​العيد فرحة لا تُقتل بوداع ميت

...
صورة أرشيفية
غزة / نسمة حمتو:

تُعدّ فرحة العيد من أجمل الفرحات التي كتبها الله تعالى لعباده، فالأولى تكون بعد فرحة صيام شهر رمضان الكريم، والثانية تأتي في عيد الأضحى، لذلك لا بد على المسلم أن يترك خلفه الأحزان والمآسي حتى لو فقد شخصاً عزيزاً عليه كأب أو أم أو أخ أو حتى زوج فالحياة سريعة لا يجب أن نمضيها في الأحزان على من رحلوا..

عيد الأحياء

يقول رئيس محكمة الاستئناف الشرعية بقطاع غزة، عمر نوفل: "العيد للأحياء وليس للأموات، والله أمرنا بالفرحة، فالمسلمون لديهم عيدان لا ثالث لهما، لذلك علينا أن نعيش هذه الفرحة وأن نشغل أوقاتنا بالفرحة".

ويضيف:" على المسلمين في هذا اليوم أن يعملوا بالمسائل الشرعية كالأضحية والإنفاق على الأهل والعيال كما أمرنا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، هذه هي الأمور المطلوبة التي من شأنها أن تدخل الفرحة إلى قلوب المسلم".

ويتابع قوله:" مظاهر الفرح في العيد مطلوبة من الجميع بما فيهم من عندهم متوفى فالحزن ينتهي بعد 3 أيام من العزاء والموت علينا حق، وهذا الحديث ينطبق على من توفي وفاة طبيعية أو شهيدا".

زيارة القبور

ويؤكد نوفل أن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام نهى عن تخصيص أيام العيد لزيارة القبور، ولا ينبغي عندما نحزن أن نزور القبور في هذا اليوم، قائلاً:" كما لا ينبغي فتح بيت عزاء في أيام العيد الأولى، وأن يقوم بما هو واجب عليه ومندوب عليه كزيارة الأقارب والأرحام".

ويقول:" من يحزن في هذا اليوم ويعلن الحداد يكون قد جاء بشيء ليس له في الشرع أصل ومنهي عنه. لا بد أن نفرح برغم كل الأحزان التي يمر بها الإنسان، ويجب أن نكون شعبا يستحق الفرح".

ويكمل نوفل حديثه:" طالما عدنا للشرع فهو ينهانا عن تجديد الأحزان. لا بد أن ننظر للحياة باعتبارها مسارا جديدا وطريقا جديدة وأن تسير بشكلها الطبيعي، والدليل على ذلك قول الرسول الكريم: "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها"، علينا أن نزرع الأمل ونستشرقه ونسلم بقدر الله ونواجه الحياة بما فيها".

موسم الرحمة

ويشير نوفل إلى أن العيد موسم الفضل والرحمة وبهما يكون الفرح ويظهر السرور، فقد قال العلماء: "إظهار السرور في الأعياد من شعار الدين"، وشَرع النبي -صلى الله عليه وسلم- وأقرَّ إظهار الفرح وإعلان السرور في الأعياد، قال أنس رضي الله عنه: "قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: إن الله أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر".

إظهار السرور

ويقول:" هذا الحديث دليل على أن إظهار السرور في العيدين مندوب، وأن ذلك من الشريعة التي شرعها الله لعباده، إذ في إبدال عيد الجاهلية بالعيدين المذكورين دلالة على أنه يفعل في العيدين المشروعين ما يفعله أهل الجاهلية في أعيادهم من اللعب مما ليس بمحظور".

ويضيف نوفل:" إننا بحاجة إلى أن نجعل من هذا العيد فرصة لدفق الأمل في قلوبٍ أحبطها اليأس، وأحاط بها القنوط، وتبدّت مظاهر اليأس في صور شتى، فحُقَّ لتلك النفوس أن تفرح بعدُ بنعمة الله بهذا الفيض الإيماني الغامر، ولله الحمد على ما وهب وأعطى، وامتن وأكرم، ولله الحمد على فضله العميم ورحمته الواسعة "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون".