فلسطين أون لاين

البراوي: إغلاق مقر مؤسسة أهالي الشهداء حتى إشعار آخر

​الهباش يحرم 104 عائلات شهداء من الحج ويستبدلها بأخرى

...
غزة - جمال غيث

حالة من الصدمة انتابت المسنة نجية الترابين، بعد حرمانها من أداء مناسك الحج هذا العام برفقة نجلها "نبيل"، عقب قرار استصدره مستشار رئيس السلطة للشؤون الدينية محمود الهباش، باستبدال أسماء 104 عائلات من عوائل الشهداء من المكرمة الملكية لأهالي شهداء قطاع غزة بآخرين، بعضهم ليس من أهالي الشهداء، وآخرون لم يحن موعد سفرهم.

ولم تتمالك الترابين نفسها، بعد أن أُبلغت مساء أول من أمس، بقرار صادر عن مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى التابعة لمنظمة التحرير، بأنها ونجلها ليسا ضمن المكرمة الملكية السعودية للحج هذا العام، لتسقط على الأرض مغشياً عليها من هول ما سمعت.

ويقول نبيل الترابين شقيق الشهيد عياد الترابين الذي استشهد في 15 إبريل/ نيسان عام 2006، إن والدته حزمت أمتعتها خلال الأيام الماضية، وكانت بانتظار وصول رسالة لها بيوم السفر الموعود لحجاج المكرمة إلى الديار الحجازية.

ويشير إلى أنه ووالدته ينتظرون منذ 12 عامًا يوم سفرها لأداء فريضة الحج، لا سيما وأنهم أُبلغوا في وقت سابق من مؤسسة أهالي الشهداء بالسماح لهم بالسفر هذا العام، وذلك ضمن المكرمة الملكية لأهالي الشهداء، ووفق ما هو متبع في المؤسسة.

ووصف الترابين في حديثه لصحيفة "فلسطين"، إقصاءهم من الحج هذا العام بالجريمة التي يتوجب محاسبة القائمين عليها، متسائلًا: "لمصلحة من نُحرم من السفر؟، ولماذا يتم استبدالنا بأسماء آخرين من أهالي الشهداء وممن لم يحن موعد سفرهم؟"، داعيًا لمحاسبة الهباش وكافة القائمين على تأجيل سفرهم.

ولفت إلى أن 22 عائلة شهيد من شهداء عدوان 2006 سكان مدينة رفح جنوب قطاع غزة حرموا من السفر هذا العام، وفق ما حصل عليه من معلومات من مؤسسة أهالي الشهداء، مؤكدًا أن الهباش يقف خلف استبدال قوائم أهالي الشهداء بآخرين.

قرار مجحف

ويقول هاني شعت، شقيق الشهيد عادل شعث، الذي استشهد في 7 إبريل/ نيسان 2006، إن والده عبد الكريم، ووالدته فايزة، تم إبلاغهما قبل أسبوع من مؤسسة أهالي الشهداء بدفع رسوم الحج والمقدرة بـ1500 شيكل لكل شخص، وأتموا كافة الإجراءات اللازمة، "لكن فوجئنا مساء الإثنين بإقصائهم من الحج".

ويضيف شعت لـ"فلسطين"، أن حالة من الحزن سيطرت على والديه بعد تلقيهما خبر إقصائهما من الحج هذا العام، مشيرًا إلى أنهما ينتظران أداء فريضة الحج منذ 12 عامًا على أحر من الجمر، حيث حزما أمتعتهما وودعا أفراد العائلة على اعتبار أنهما متوجهان خلال أيام للديار الحجازية، لكن ذهبت أحلامهما أدراج الرياح.

وذكر وعلامات الغضب ظاهرة على تقاسيم وجهه، أنه عند مراجعة المؤسسة أبلغوهم بأن مستشار الرئيس الهباش أرسل كشف لاستبدال عدد من أهالي الشهداء بآخرين.

وأعرب عن رفضه لاستبدال أسماء والديه بآخرين، داعيًا لمحاسبة القائمين على إقصاء أسماء الحجاج هذا العام، ومنع تكرار هذه الحادثة، مشيرًا إلى أن والديه لن يتخلوا عن حقهم بالسفر هذا العام مهما كلفهم ذلك من ثمن.

واسطة ومحسوبية

وأغلق أهالي شهداء عدوان 2006 و2014، كافة مقرات مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى في قطاع غزة؛ احتجاجًا على قرار استبدال أسماء من حجاج المكرمة بآخرين، وللمماطلة في صرف رواتبهم ومخصصاتهم المالية.

وأكد الناطق باسم اللجنة الوطنية لأهالي الشهداء والجرحى علاء البراوي، أن أهالي شهداء 2006 و2014 قرروا إغلاق مقرات مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى حتى إشعار آخر؛ احتجاجًا على استبدال أسماء 104 عائلات من عوائل حجاج المكرمة الملكية لأهالي الشهداء بآخرين بعضهم ليس من أهالي الشهداء وآخرون لم يحن موعد سفرهم، وللمماطلة في صرف رواتب أهالي شهداء 2014.

وبين البراوي لصحيفة "فلسطين"، أنه وفق ما هو متبع في مؤسسة أهالي الشهداء فإن الأولوية للحج هذا العام لأهالي الشهداء الذين ارتقوا من 1 يناير/ كانون ثان 2006 حتى 30 إبريل/ نيسان من نفس العام.

وحمل الناطق باسم اللجنة، الهباش، المسؤولية عن استبدل 104 أسماء من المكرمة الملكية لأهالي الشهداء في القطاع بآخرين بعضهم ليس من أهالي الشهداء، مشددًا على رفض الأهالي ولجنته تلك الإجراءات، داعيًا للتراجع عن إقصاء الأهالي والسماح بسفرهم وفق القوائم المعتمدة والمعدة مسبقًا.

إحالة للتقاعد

من ناحيته، أكد مدير مؤسسة الشهداء والجرحى في قطاع غزة محمد النحال، أنه أحيل للتقاعد بقرار من رئيس السلطة محمود عباس، وذلك على خلفية خلاف مع مستشاره الهباش حول إدارة ملف مكرمة حج أهالي الشهداء في القطاع.

وقال النحال في تصريحات صحفية، إن الخلاف مع الهباش على إدارة ملف مكرمة الحج لأهالي الشهداء، مبينًا أن الأخير طلب منه إضافة كشف لعدد من الأسماء الخميس الماضي.

وأضاف: "اتصل بي مستشار الرئيس وطلب مني إضافة كشف من 54 اسماً، لكني طلبت منه أن يكون ذلك بقرار من الرئيس محمود عباس"، لافتًا إلى أنه وبعد نحو ثلاث ساعات وصله قرار رئاسي بإضافة الأسماء.

وأشار النحال إلى أنه وعلى إثر ذلك أُبلغ بقرار رئاسي بإحالته للتقاعد، مؤكداً أنه ملتزم بقرار عباس وسيعمل على إنجاح موسم الحج لأهالي الشهداء.

وأكمل: "كان باستطاعة مستشار الرئيس تقديم الكشف قبل أسبوعين من الآن لكي لا تتم إضافة أسماء وشطب أسماء أخرى، أما التدخلات بهذه الطريقة فهي مرفوضة ولا يمكن قبولها".