فلسطين أون لاين

​الطفل يميل إلى أهل أمه أكثر لمَ؟

...
صورة أرشيفية
غزة/ هدى الدلو:

يولد الأطفال على غريزة وفطرة حب الأب والأم، ويتعلقون بهما مع مرور الوقت أكثر فأكثر، ويأتي حب الأجداد بالمودة والعشرة، إلى جانب ميول الطفل، ولكن نرى في معظم الأحيان أن الأطفال يميلون إلى حب أهل الأم أكثر من أهل الأب.

هذا يجعلك _عزيزي القارئ_ تطرح بعض التساؤلات، على غرار ما أسباب ميل الأطفال إلى أهل الأم أكثر من أهل الأب؟، وهل الأمر يتعلق بأسلوب التربية والتعامل؟، وهل يجب على الأم أن تكون حذرة في طريقة عرض وإظهار مشاعرها؟، وما دور الأب؟، هذا ما نتحدث عنه في السياق التالي:

الاختصاصية النفسية والاجتماعية أحلام سمور قالت: "هناك عدة أسباب تجعل الطفل يميل إلى أهل أمه أكثر من أهل أبيه، ومن أهمها: حب الأم لأهلها بالفطرة، وتحدثها المستمر عن أهلها أمام أطفالها بطريقة إيجابية".

وتابعت: "إضافة إلى أنها تتغاضى عن أي موقف غير مناسب يصدر عن أهلها خاصة، ولكن في المقابل تضخم أي موقف يصدر عن أهل الزوج، وكأنها في بيت زوجها تتصيد الأخطاء، وتحصيها باستمرار أمام زوجها وأطفالها، لتظهر بصورة المظلومة التي مهما فعلت تبقى مقصرة في نظرهم"، مشيرة إلى أن معظم النساء يعقدن المقارنات المستمرة بين أهلهن وأهل أزواجهن.

وأضافت: "إلى جانب تأثير الأم على الأبناء بطريقة لا إرادية، فالأم تمثل للطفل الحصن الأول، والحاضنة الأولى التي يتعلم ويقتبس منها الطفل جميع أساسيات الحياة فيما بعد، فنرى معظم الأبناء يميلون إلى أهل الأم أكثر، وذلك لأن الأم تميل إلى أهلها بالفطرة كما أسلفنا".

وأشارت سمور إلى أن الأطفال لا يمكثون الكثير من الوقت عند عائلة أهل الأم، وقد يرونهم كل مدة، لذلك يبدون الرعاية والاهتمام والحب والاحتواء لهم أكثر من أهل الأب، الذين يتدخلون في كثير مما يتعلق بالأبناء بحجة التربية، وأن عليهم تأديبهم ورعايتهم باستمرار، لافتة إلى أن النفس دائمًا ما تميل إلى من يدللها لا من يوبخها.

وذكرت أنه على أي حال يجب على الأم أن تكون واعية لهذه المشكلة، وأن تبتعد بالأطفال عن أي مشادات بينها وبين أهل زوجها، وكذلك عليها أن تظهر الجانب الإيجابي والمشرق دومًا في أهل زوجها أمام أطفالها، وذلك لتكوين القدوة الحسنة من قبل الأهل لهؤلاء الأبناء، وعليها أيضًا أن تظهر مدى حب أهل الزوج لها ولأبنائها، حتى ترسو سفن المحبة والاحترام بين الأبناء وأهلهم بأجمل صورة، ولا تدع للشقاق والفراق مكانًا.

وتابعت سمور حديثها: "كما أن هناك دورًا مهمًّا للأب، ويجب أن يكون فعالًا في هذه الحالة، وأن يسعى إلى إيجاد التآلف المستمر بين أهله وزوجته، وأن يظهر لها دومًا أنهم يحبونها ويقدرونها، وإن رأى منها اعوجاجًا في هذا الموضوع فلابد أن يأخذ بيدها لإيجاد الحلول المناسبة والسريعة حتى لا يؤثر ذلك على الأبناء".

ولفتت إلى أن ذلك قد يؤدي إلى ظهور المشاكل بين الأزواج، إذا ما لاحظ الأب أن الأم تشوه صورة أهله أمام أطفاله، فإن ذلك مدعاة لنشوب الكثير من الخلافات، لذلك يجب على المرأة أن تكسب زوجها وأهله وأطفالها، وأن تكون متزنة في إظهار المشاعر، وإن كان هناك بعض المشاكل يجب أن تحل بعيدًا عن الأطفال، حتى لا يكبر الطفل ويكبر معه حقده وغله على من ظلم أمه.